• موجبات الحكمة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
المؤمن في حیاته یحتاج إلی عنصرین العنصر الاول الشریعة أن یعرف الحلال من الحرام الآن اما اجتهادا أو تقلیداً أو احتیاطاً علی ما هو تعرفون طرق العمل بالشریعه، بالاضافة إلی یتعلم الاحکام الشرعیة یحتاج إلی حکمة يمشي بها في الحیات؛ الشریعة تقول هذا حلال وهذا حرام هذا مکروه وهذا واجب وهذا مستحب، الآن انا في مقام العمل هذا المباح هل أرتکبه هل هو راجح؟ لا أدري هل هو راجح أم لا؟ هناك مستحبان عیادة مریض أو صلاة رکعتین صلاة جماعه؟ ایضا فيه تحیر، طبعا لا تحیر بین الحرام وبین المباح هذا مباح وهذا حرام لا کلام فیه اذاً المؤمن یحتاج إلی حکمة یعلم بها طریقه إلى أين! هذه الحکمة من أين تأتي؟ هذه الحکمة بإعتبار أن محل الحکمة هو القلب لابد من تصفیة القلب، العبادات الکثیرة لا تورث الحکمة وانتم تعرفون في التأريخ طبقة یسمون بالعباد والزهاد هؤلاء بعض الاوقات یرتکبون أمور فضیعه، اذاً الحکمة تحتاج إلی طبع سلیم وإلی قلب سلیم أن یعلم الانسان علی تصفیة باطنه، من أين هذا الکلام؟ من کلمة الامام الهادی صلوات الله وسلامه علیه الحکمة لا تنجع في الطباع الفاسده كأن الحکمة بذره نبتة تحتاج إلی أرض خصبة الارض السبخة لا تُنبت ابداً هذا اولا.
وثانیا الحکمة تحتاج إلی قلب خالٍ من المشوشات الذي ینظر کثیرا طبعا ینظر کثیرا إلی ما لا فائده فیه الحرام فرغنا منه کلامنا في انسان یرید أن یکون کلقمان لا ینظر إلی کل ما هب ودب لا یقول کلما هب ودب ولا یسمع إلی فضول القول هذه الروافد العین واللسان والسمع الذي یراقب ویُحکم السیطرة علی هذه الروافد یُرجی أن یعطي الحکمه؛ تعالوا نستمع إلی لقمان الحکیم کیف اُعطي هذه الحکمه؟ ومن اُعطي الحکمة فقد اُوتي خیراً کثیرا لقمان سورة في القرآن بأسمه قیل لقمان ألست عبد آل فلان؟ أنت عبد أنت غلام أنت عبد لآل فلان کیف وصلت إلی هذه الدرجه؟ قال بلی! قیل فما بلغ بك ما نری؟ قال اُنظروا إلی ما أوجب الحکمة للقمان صدق الحدیث طبیعي الانسان الذي یکذب هذا انسان ممقوت لله عزوجل ورب العالمین لا یعطي الحکمة لمن یبغضه هذا اولا، واداء الامانة صدق الحدیث واداء الامانة في هذا المجال أن الله عزوجل اذا رأى عبده في موطن المعصیة هذا لا یعطیه من حکمته شیئاً وترك ما لا یعنيني الکلام في هذه الثلاث قلنا قبل قلیل الفضول من القول والنظر والسماع، ترك ما لا یعنیني وغض بصري، انا احتمل والله العالم لقمان لا یرید بالضرورة هنا النظر للنساء أو المحرمات غض البصر عم لا یستفاد منه انا قلت لاخواني کذا مره من یأتي إلی المسجد وعینه في طریق علی مساکن المترفین ویتمنی ما لهم عندما یصلي یصلي صلاة غیر خاشعة ذهنه في ما رآه قبل قلیل، أو انسان یقرأ صحیفة بما فیها من رطب ویابس ثم یقول الله اکبر هذه المعاني تأتي إلی قلبه المهم وغض بصري وکف لساني اذاً اللسان والبصر وترك ما لا يعني، ثم أضاف وعفة طعمتي عفة المطعم الآن عفة الطعمة قد یکون لها معنیان اولا الأکل الحلال والثاني آداب أکل الحلال انسان یأکل طعاما حلالاً ویُتخم منه هذا ایضا لا یُرشح للحکمة الطعام الحلال بالنحو المستحب شرعا، ثم قال کلمة جمیلة لقمان هو حقیقتا کان حکیماً قال فمن نقص عن هذا فهو دوني الذي لا یعمل بما قلت هو دوني في المنزلة ومن زاد علیه فهو فوقي الذي یزید عن هذه المواصفات فوق لقمان ومن عمله فهو مثلي من عمل بهذه الامور صار مثل لقمان.
هناك في روایات اهل البیت ایضا اشارة إلی موجب من موجبات سلب الحکمه، ممکن انسان یُعطی شيء من الحکمة بدایات الطریق رب العالمین یعطیه جائزة یری في قلبه شرح صدر یری في قلبه نوراً ولو نوراً بسیطا ولکن هنالك شيء يأتي یسلب هذا النور الذي اُعطي ما هو هذا؟ الامام الصادق علیه السلام یقول الغضب ممحقةٌ لقلب الحکیم، ولهذا حتی العالم أو الحکیم عندما یغضب یتکلم بلا حکمة وبلا وعي کما یقال کأن هذه الحکمة لا تنفعه ومن لم یملك غضبه لم یملك عقله.
روایة أخیرة لقمان علیه السلام یصح أن نقول علیه السلام لحکمته جعل هناك مواصفات ذکرناها قبل قلیل ولکن النبي صلی الله علیه وآله وسلم وهو نبي الحکماء وأحکم الحکماء أين حکمة من حکمة نبینا محمد صلی الله علیه وآله وسلم؛؟ النبي أراحنا بجملة واحدة من أراد الحکمة ماذا یعمل؟ لیرفع تعلق قلبه بشهوات الدنیا، الانسان الذي له صنم في باطنه حقیقتاً یعبده هواه الآن مو لازم کل انواع الهوی؛ هوی واحد هذا الصنم یجعل القلب معبداً لغیر الله عزوجل ماذا یقول النبي الأکرم؟ من زهد في الدنیا أثبت الله في قلبه وأنطق بها لسانه بعض الناس عندهم حکمة ولکن لسانه غیر طلیق اللسان ایضا یُسدد في الحکمة لمن زهد في الدنیا وتلمیذه امیرالمؤمنین علیه السلام ایضا ذکر من موجبات الحکمة إغلب الشهوة یعني من غلب الشهوة ایضا یُعطی ما اُعطي لقمان الحکیم.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر اللهم أبلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.