- لا إله إلا الله حصني
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
امامنا الرضا صلوات الله وسلامه علیه في طریقه الی أرض طوس عندما مر بنیشابور قال روایته المعروفة تقریبا معظم زائري الرضا علیه السلام یعلمون هذه الروایة کلمة لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي، البعض هذه الکلمة قد یعتقد أن مجرد التلفظ بلا اله الا الله هذا کافٍ لدخول الحصن الالهي؛ طبعا الذي یتشهد الشهادتین بمعنی من المعاني دخل الحصن انسان یهودي نصراني یقول الشهادتین دخل حصن الاسلام الحصن العام ولکن هذا الذي دخل الحصن الاسلامي العام قد یدخل نار جهنم؛ جهنم فیها الکفار وفیها المنافقون وفیها العصاة من المسلمین اذاً النار خُلقت لمن عصاه، الذي یجعلك في الحصن بمعناه الکامل بمعنی أنه یجعلك في جُنة من النار أمن عذابي يعني یدخل الجنة بلا أن یجتاز نار جهنم کثیرون یدخلون الجنة ولکن بعد سنوات من التعذیب وإن منکم الا واردها الکل یمر علی نار جهنم البعض یسقط والبعض یجتاز والذین سقطوا علی قسمین؛ قسم یسقط في النار مخلداً کالکفار وقسم یسقط في النار مؤقتاً لعل البعض یدخل نار جهنم ساعة من الزمان لیصفوا ویتصفی ثم یدخل الجنه.
الآن ما معنی کلمة لا اله الا الله بمعناه الکامل؟ اهل البیت علیهم السلام بعضهم یفسر کلام بعض! الروایة هکذا في کتاب التوحید من قال لا اله الا الله مخلصاً دخل الجنة واخلاصه هنا الامام الرضا علیه السلام لم یفصل ولکن هذه الروایة تقول واخلاصه أن تحجزه لا اله الا الله عما حرم الله عزوجل، في هذه الروایة یذکر الاخلاص في لا اله الا الله أن یحجزه عن الحرام؛ کیف لا اله الا الله یحجزك عن الحرام؟ نطبق هذه الروایة علی حرام واحد وقس علیه کما یقال فعلل وتفعلل؛ انا عندما اُرید أن آکل مالاً بحرام انظر نظرة محرمة أستمع غناء حراما هنا الذي یدعوني للحرام أي شيء؟ الهوی ستأتي روایة في المستقبل أن کل حرام فیها شهوة أي عاقل یرتکب الحرام مثلا یأکل طعاماً متعفناً؟ اذا عُد من الخبائث یحرم اکل الخبائث ولکن رأيتم انسان مثلا یتأفف عن اکل حشرة ویقول انا جاهدت نفسي؛ عادة الحرام مقرون بالمشتهیات الهوی یقول لي اسمع کُل خذ المال الحرام اُنظر الی الحرام! الهوی یأمرني فهو في حکم الاله لئن الله عزوجل یأمر والهوی تأمر أرأیت من اتخذ الهه هواه! الهوی الهٌ یُعبد واتفاقا زبائن الهوی أکثر من زبائن الله عزوجل عُباد الهوی أين عددهم وأين عباد الهدی الأقلون عدداً؛ یا اله الا الله یعني یا فلان الهوی لیس بإله رب العالمین هو الذي یأمر وینهی رب العالمین یقول لا تأکل والهوی یقول کُل؛ لا اله الا الله یعني یارب أنت الاله المطاع والهوی لا نطیعه، اذاً هذا معنی اخلاص لا اله الا الله أن یحجزك عن الحرام.
طبعا الامام الرضا علیه السلام اشار الی شق آخر الانسان یدخل الجنة بجناحین الاعتقاد الصادق والالتزام الکامل هذه الروایة تذکر الالتزام العملي والامام الرضا علیه السلام ماذا قال بعد أن ذکر الحدیث؟ قال بشرطها وشروطها وانا من شروطها طبعا اذا جائت الامامة الصحیحة جائت النبوة وجاء التوحید؛ من جاء بالمئة جاء بالثمانین الذي جاء بالولایة جاء بالتوحید والنبوة الصحیحه، اذاً دخول الجنة الاخلاص في لا اله الا الله بجناحین الاعتقاد الصحیح کما ذکره الرضا علیه السلام في نیشابور والعمل الصحیح کما في هذه الروایه.
أکتفي بروایة أخری وننهي الحدیث إن شاءالله حدیثنا في اللیالي القادمة حول الدرجات المخصوصة في الجنه؛ الآن بطاقة الدخول في الجنة ما هو؟ هذه الایام في المسارح وفي دور عرض بعض الامور هناك بطاقة لأصل الدخول وبعض الاوقات یُطلب منك بطاقة للجلوس في مکان ممیز الصف الاول مثلاً؛ دخول الجنة لها بطاقة الآن بطاقات التمیز إن شاءالله في الاحادیث القادمه، ما اجمل هذه الروایة في الواقع تجعل بطاقة دخول الجنة کلمة بسیطة کل الشروط منطویة مندرجة في هذین الشرطین تقوی الله وحُسن الخُلق قد یکون انسان متقي یترك والحرام والحلال ولکن لیس له خُلق حسن هنا اُرید أن اُفرق بین اصطلاحین بعض الناس یخلط بین حُسن الخُلق وبین البشاشه؛ البشاشة من حُسن الخُلق کل بشاشة حُسن خُلق ولکن لیس کل حُسن خُلق لیس هو البشاشة بتعبیر المنطقيين بینهما عموم وخصوص مطلق کل بشاشة من حُسن الخُلق ولکن لیس حُسن الخُلق منحصراً بالبشاشه؛ حُسن الخُلق یعني حُسن الباطن؛ الانسان الذي یُعطي امواله عملاً هذا ملتزم بالتقوی انسان یخمس ولکنه بخیل البُخل قبح باطني وفي مقام العمل أدی ما علیه؛ انسان یمتنع عن غیبة المحسود خوفاً من الله عزوجل ولکن في باطنه حالة الحسد هذا انسان لیس له خُلق حسن اذا أردت أن تدخل الجنة علیك بالخصلتین سئوال وجواب؛ قد یقول قائل اذا کان الانسان مطیعاً وخُلقه لیس حسناً ما المانع؟ انسان حسود الحسد یأکله کما تأکل النار الحطب ولکن في مقام الکمال یمسك لسانه ما المانع هذا انسان موفق ناجح! لا اولاً هذا لیس له قلب سلیم یوم لا ینفع مال ولا بنون الا من أتی الله بقلب سلیم هذا اولاً وثانیاً الذي لیست له ملکة باطنیة خُلق حسن یوم من الایام یفلت منه الزمام؛ أنت عندما تحسد ممکن في یوم في یومین في موقف في موقفین تجاهد وتقاوم ولکن في یوم من الایام هذا الخُلق الباطني یؤثر أثره؛ انا شبهت هذا المعنی ببعض النباتات الجذریه رأيتم مزرعة النعناع مثلا؟ أنت تقص الورق ولکن بعد ایام الجذور تنتشر في مکان آخر الآن النعناع نبت طیب کالغدد السرطانیة ممکن تستأصل هذا العضو المسرطن ولکن بعد ایام یظهر في مکان آخر؛ الاخلاق الباطنیة کالخلایا السرطانیة تقتلعها هکذا هنا تظهر في موضع آخر، اجارنا الله وایاکم من سیئات اعمالنا وشرور انفسنا.
اللهم أبلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام لین قلوبنا لولي أمرك والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.