دور المسجد في تربية الأمة الجزء 2

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليك يا سيدي ويا مولاي با اباصالح المهدي هذا يوم الجمعة وهو يومك وبأسمك وانا فيه ضيفك وجارك فأضفني وأجرني فأنك تحب الضيافة والاجاره

السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته

نخن في مراجعتنا لكتب الاخبار والنصوص الشريفة نلاحظ بأن للعبادات صفحتين لكل عبادة وجهان وجه فقهي ووجه ما وراء الفقه إن صح التعبير لاحظوا كتب القدماء يذكرون الصلاة في الرسالة العملية بحث الصلاة بحث مفصل في الكتب الفقهية المعمقة ولكن بموازات الأبحاث الفقهية المعمقة هناك ما يسمى بالآداب الباطنية للصلاة والذي يصلي صلاة ظاهرية من دون ادب باطني هذا الصلاة لا تحقق أهدافها قد افلح المؤمنون اول صفات المؤمنين ما قالت غض البصر ما قالت مراعات المعاملة عدم الدخول في الحرام الغريب هذه الآية قل من فكر فيها قد افلح المؤمنون من بين الصفات الواجبة وبين المحرمات الآية ذكرت أمراً كمالياً أن صح التعبير الذي هم في صلاتهم خاشعون جعل الخشوع في الصلاة من اول صفات المؤمنين والذين عن اللغو معرضون لفروجهم حافظون الى آخره والحال بأنه نحن عندما نعرف المؤمن نذكر تركه للحرام اولا فعله للواجب ثانيا ثم الخشوع والأقبال معنى ذلك أن القضية مهمة جداً هذه بالنسبة للصلاة والأقبال فيها، بالنسبة للمساجد حديثنا في الجمعة الماضية كان حول أدب المسجد والمؤمن حقيقتا قلبه متعلق ببيت الله عزوجل ولا أبالغ كونوا معي جيداً احدنا أين سكنه أين أرتياحه خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها انسان يرجع من العمل على أمل السكون في المنزل يرى زوجة مطيعة مؤمنة تهش في وجهه تبش في وجهه يرى الطعام جاهزاً الأطفال يتحلقون حوله هذا يلاعبه الى آخره يرى سكنه في المنزل والمنزل يسمى مسكناً الانسان يسكن ويهدأ في بيته وساعد الله انساناً مؤمنا لا سكن له في المنزل هذا الانسان فقط نقول أعانه الله على مصيبته لا يرى على وجه الارض سكناً في العمل له مشاكسات وفي المنزل لا أمان له لا اطمئنان له هذا الانسان يخشى عليه من الأنهيار العصبي كونوا معي جيداً المؤمن يصل في بعض الحالات انا عندما اقول المؤمن لا أعني المصلي وبالمناسبة بين قوسين البعض يسألك عن فلان أزوجه ابنتي؟ فتقول هذا مؤمن وكذا تعابير راقية عندما تقول من أين علمت أنه مؤمن؟ تقول هذا انسان يصلي ويصوم هذا لا يسمى مؤمناً بالمعنى الدقيق قل هذا مؤمن يصلي ويصوم، الأيمان الترقي في الدرجات لا تقولوا آمنا قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان في قلوبكم قلنا قبل قليل قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون اقامة الصلاة في اول وقتها في المسجد في الجماعة هذا مفروغ منه الكلام في الخشوع في الصلاة ارجع واقول المؤمن بالمعنى غير المتعارف المؤمن يصل الى درجة حقيقتا سكونه وسكنه في المسجد يعني عندما يأتي الى بيت الله عزوجل أي بيت من بيوت الله عزوجل يعيش حالة الضيافة الألهية امامنا الصادق عليه السلام الحمدالله رب العالمين وفقنا أن ما نقوله يدعم بروايات اهل البيت عليهم السلام بدأً بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله الى روايات الثاتي عشر يقول امامنا الصادق كما روي عنه اذا بلغت باب المسجد ما قال دخلت ما قال صليت ما قال أقمت الصلاة جماعة ما قال دعوت أنت الآن على باب المسجد وانا رأيت بعض المصلين حقيقتا له ذوق يتفنن الأيمان ذوق الأيمان عشق، في عالم الغراميات البشرية بعض الشباب بعض الفتيات لهم عوالم في أختراع الأساليب المؤمن في تقربه الى الله عزوحل ايضا متفنن رأيت بعض المصلين حقيقتا رأيتهم وعندما اقول المصلين ما أقول العلماء وكبار الشخصيات رأيت بعض المصلين في هذا البلد قبل أن يدخل المسجد على باب المسجد له مناجات مع رب العالمين كيف انسان واقف على باب ملك يخاف من الطرد وإن قبل يخاف من عدم العطاء وإن اعطي يخاف من قلة العطاء يتفاوض مع رب العالمين وهو على باب المسجد، امامنا الصادق عليه السلام يقول اذا بلغت باب المسجد فأعلم أنك قصدت باب بيت ملك عظيم ملك الملوك رب العالمين حقيقتا انا عندما أصل لهذه الفقرة الانسان يعترف ويقول ما عرفانك حق معرفتك وما عبدناك حق عبادتك فيك يا أعجوبة الكون بدى الفكر كليلا كلما أقدم فكري فيك شبراً فر ميلا يقول امامنا الصادق عليه السلام قصدت باب بيت ملك عظيم الذي يقصد باب الملوك يعيش الرهبة والطمع رهبة الملك بعض الملوك له حاشية له بعض على كل حال بعض الظواهر عامة الناس يرون هيبة الملك وإن كان المؤمن لا يرى في الوجود الا الله عزوجل لا تأخذه في الله لومة لائم رب العالمين له بيت بيته هذا المسجد وانتم تعرفون هذا المسجد والمساجد في القرى النائية ولو كان بمقدار غرفة صغيرة انا هذا بيت الله والمسجد الحرام بيت الله هذا بيت وهذا بيت هذا المسجد الحرام له خصوصيات اضافية والا في أصل البيتية والمسجدية لا كلام، أحكام المساجد تسري على المسجد الحرام وتسري على مسجد القرية عند الله سواء قصدت باب بيت ملك عظيم لا يطأ بساطه الا المطهرون ثم يقول امامنا الصادق عليه السلام وهب القدوم الى بساط خدمة الملك فأنك على خطر عظيم لتأخذ الهيبه، إن غفلت هيبة الملك، ولهذا الذي يدخل المسجد يتكلم مع صاحبه في مل ما هب ودب وقد يغتاب لا قدر الله هذا الانسان لا يعلم هو أين، نحن لا نحتاج المؤمن لا يحتاج الى من يذكره في المسجد لا تتكلم بصوت مرتفع اتفاقا المؤمن في المسجد لا مزاج له في الكلام إن سأله صاحبه سئوالاً يمكنه التأخير أو الاتصال الهاتفي قول يا فلان دعني انا في المسجد انا مشغول بوردي بعبادتي اصلا هو ليس عنده ميل للحديث مع احد لا يحتاج الى تذكير يا فلان راعي حرمة المسجد لا ترفع صوتك المؤمن كما يقول امامنا الصادق عليه السلام فأنك على خطر عظيم، اخواني لا أخفيكم سراً الانسان الذي لا يدخل قصور الملوك هذا لا تكليف له يمشي في الطرقات العامة ولكن إن دخلت على الملك اما أن تكرم وإن لم تراعي حرمة الملك تعاقب أنت في الشارع العام لا تكرم ولا تعاقب ولكن عندما تدخل على المرجع دعنا عن حديث الملوك عندما تدخل على مرجع التقليد ولا تراعي حرمة المجلس إن اسأت الأدب إن جلست جلسة غير مؤدبة الذين معك يعاتبونك يقاطعونك يقول أنت انسان في منتهى سوء الأدب، انسان الآن في الشارع لاهي كلام معه عندما تدخل بيت الله الذي لا يراعي أدب البيت يخشى عليه من العقوبة دخل بيت الله ولم يعظم حرمة بيت الله عزوجل، صلوات الله على امامنا الصادق حقيقتا نحن ما علمنا قدر ائمتنا اولا ولم نعرف الناس قدر ائمتنا امامنا الصادق يقول وأخلي قلبك عن كل شاغل يحجبك عن ربك تريد صلاة خاشعة تريد أدب المسجد ولهذا بعض المؤمنين يختار الوقت المناسب يأتي قبل الصلاة بفترة يهيئ نفسه الرياضيون قبل دخول الملاعب بفترة يهيئون انفسهم لألعب أنت في مقام الجد ذاك يسمى اللعب وأنت في مقام الحديث مع الله عزوجل تأتي من باي المسجد تكبر وتركع لا تتوقع صلاة خاشعة انسان يأتي قبل الصلاة بفترة يصلي ركعتين تحية المسجد قلنا الحب له فنون العشق له متطلبات بعض الناس قبل الصلاة الواجبة يختبر نفسه الصلاة المستحبة ليست كالصلاة الواجبة يصلي ركعتين تحية المسجد يختبر باطنه يرى هذه الصلاة خاشعه؟ ذهب فكره يميناً شمالاً إن ذهب يميناً شمالاً يقول يا نفسي استعدي للصلاة الواجبة بعد قليل ستؤدي الفريضة أنت فشلت في هذا المستحب هذه تحية المسجد صلاة مستحبة رب العالمين لا يؤاخذك عليها كما يقال هذا اختيار جيد أكشف سرك بين يدي الله عزوجل الذي يصلي ركعتين تحية المسجد بحالة ساهية يعوضها بركعتين قضاء عما في الذمة يهيء نفسه للفريضة الواجبة لئن كل هذه مقدمات للوقفة النهائية بين يدي الله عزوجل.

انسان يخرج من المنزل هذه الايام عادة أقرب البيوت فاصلتها عن المسجد على الأقل خمس دقائق في الطريق لا تستمع لكل ما هب ودب ولا تفكر لكب ما هب ودب هذا الطريق اغتمنه اذكر الله عزوجل استغفر الله عزوجل صلي على النبي وآله اعمل الأذكار المستحبة حتى عندما تأتي الى المسجد يكون قد تطهرت تهيأت للصلاة بين يدي الله عزوجل ولهذا بعض المؤمنين لا تهمه المسافة البعيدة عن المساجد له ذكره وله ورده اتفاقا بعض المؤمنين ينجز الختمات والأوراد ذهاباً واياباً ملتزم يومياً بسورة ياسين مثلا هذه السورة تأخذ منك عشر دقائق من المنزل الى المسجد ينجز هذه السورة له ذكر له ورد كما قلنا ذهاباً وأياباً يؤدي ما عليه اذاً امامنا الصادق عليه السلام يقول وأخلي قلبك عن كل شاغل يحجبك عن ربك ثم يقول صلوات الله وسلامه عليه فأن ذقت من حلاوة مناجاته وخليل مخاطباته وشربت بكأس رحمته وكراماته الى أن يقول فقد صلحت لخدمته اخواني هنا الحديث ذو شجون نحن مع الأسف ما تعرفنا الا على لذائذ الأبدان، اللذائد كما تعرفون محصورة بالأجوفين لذة البطن ولذة الفرج هذا الذي شغل العالم أينما تذهب في الارض المناطق التي تستجلب الناس اما المطاعم للبطن واما اماكن التسلية الآن المحللة أو المحرمة والبقية نوابع، متعة الدنيا كما يقال في الأجوفين في البطن والفرج ولكن رب العالمين خلق نوعاً من اللذائذ هذه اللذائذ تلامس الأعماق لا الأبدان انسان يأكل حلاوة يأكل فاكهة يضعها على اللسان قبل الأكل هذه الحلاوة لا طعم لها بعد أن بلعتها لا طعم لها دخل المعدة لذة الطعام متى؟ عندما يمر على حليمات التذوق في اللسان وبعد ذلك ماذا يجري؟ حليمات التذوق يرسل اشارات عصبية الى المخ يقول في فمي حلوى هذا هو غاية لذة المطعم والمشرب، لذة الفرج ايضا كذلك ذبذبات عصبية من البدن الى نقطة ما في الجهاز العصبي في المخ هذه لذائذ الدنيا ولكن المؤمن يصب اللذة مباشرة في قلبه يغمض عينه فيعيش عالماً من اللذائذ الذي تدرك ولا توصف لا يحتاج الى زيجة لا يحتاج الى شهر عسل لا يحتاج الى المطاعم لا يحتاج الى السفر الى البلاد الجميلة يغمض عينه فيرى عالماً مجانياً في متناول يده بعض المؤمنين حقيقتا بعض الشباب انا اعلم بعض الشباب ليلة الزفاف لا ينسى ركعتين ليلة الزفاف ليلة الغفلة ليلة الأنشغال بالشهوات يفتح كتاب الدعاء ليصلي صلاة ليلة الزفاف بعد فترة يعترف يقول تلذذي بهاتين الركعتين كان اكثر من التلذذ بمتعة الشهوات هكذا المؤمن، هذه الايام تنقضي ايام الشباب تنقضي إن تعلمت هذه اللذة اخواني في ختام الحديث الذي يعلم كيف يصل للذائذ الباطنية هذا الانسان لا يخشى من الشيخوخة الشيخ الكبير تنطفئ شهوته الشيخ الكبير لا يستلذ بالطعام هذه الايام الأمراض سلبت الناس حتى التلذذ بالطعام وبالنساء بعض الأمراض تسلب الانسان حتى شهوة النساء ولكن في تقدم العمر كلما تقدم في العمر زادت تلذذه ايام الشباب مشغول بالعمل بالوظيفة بالأهل والعيال في مرحلة سنية أدى ما عليه ادب اولاده ربى اولاده زوج بناته يعيش الخلوة مع الله عزوجل فدته نفوسنا امامنا موسى بن جعفر شكر الله على نعمة الخلوة بعض المؤمنين يقول الآن بدأت لذتي منزل هادئ خالي من مشوشات لا وظيفة مرهقة لا عمل لا دوام كما يقال لا اولاد صغار لا صياح الاطفال هو وزوجة مؤمنة يعيش العوالم العالية هنيئا لمن كان كذلك، طبعا هذه اللذائذ تكتسب من ايام الشباب الذي مشى في هذا الطريق لذته قمة لذته في هذه السنوات المتقدمة في العمر وانا سمعت بعض المؤمنين لعل ما مشى في هذا الطريق يقول كلما تقدم العمر بنا ممن لا يعرف هذه اللذائذ يزداد اكتئابنا الحياة تنتهي نعيش حالة الفراق بقي من العمر مثلا عشرون سنة احدنا يعيش حالة من حالات الأحباط الباطني يرى امواله جهده بيد ذريته اولاده وهو يقدم على ربه خالي اليدين اذاً ما هو ملخص الكلام في هذا اليوم؟ المساجد بيوت الله عزوجل محطات الأنس برب العالمين هنيئا لمن كان أنسه سكنه ارتياحه لذته عشقه غرامه مناجاته في بيوت الله عزوجل.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم لا تسلبنا لذة مناجات والحديث المؤنس معك في الليل والنهار الهي ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام لين قلوبنا لولي أمرك والفاتحة مع الصلوات.