أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
کان الحدیث حول آداب المعاشرة وکیف نعیش مع الناس! المجتمع علی ثلاثة أقسام لا رابع لهما القسم الاول طبعا اعني غیر الاُسرة المجتمع عامة الناس هناك من في حکم أخيك الآن هذا الأخ أعم من أن یکون أخاً لك في الدین ایضا المؤمنون اخوة وکلما زاد ایمان الشخص قویت اُخوته المؤمن في قلبه مقیاس حساس إن صح التعبیر ینظر الی الناس حول من کان منهم أشد ایماناً زاد حباً له رحم دعبل الشاعر امام الرضا علیه السلام هذا قال اُحب قصي الرحم من أجل حبکم انسان تربطني معه علاقة رحمیة بعیدة وقد لا یکون رحماً رب أخ لك لم تلده اُمك أحب قصي الرحم من أجل حبکم وأهجر فيكم زوجتي وبناتي! لو أن انسان اکتشف أن زوجته علی باطل علی منکر علی فاحشة لا قدر الله انسان في لحظة بکلمة أنتِ طالق یقطع علاقة عشرین أو ثلاثین سنة علاقته بالناس علی هذا الاساس، وهنالك صنف من الناس اعداء لك وساعد الله قلب مؤمن رب العالمین قیض له عدواً لا یخاف الله عزوجل ائمتنا الأنبیاء کانوا مبتلون اتفاقاً بأعداء من شر الأعداء.
القسم الثالث عامة الناس لا هو صدیق لك ولا هو عدو لك وقد یکون علی غیر ملتك الآن کیف نعامل هذه الاصناف الثلاث؟
امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یقول القسم الاول الذین هم اخواني أبذل لأخيك دمك ومالك طبعا کنایة عن مبالغة في الذب عن مؤمن ابذل له دمك ومالك طبعا هذا المقیاس المذکور في الروایات لو طبقناه علی انفسنا هذه الایام ما سلم منه أحد أن یمد احدنا یده في جیب أخيه ویستخرج منه ما یلزمه إن کانت نفسه تطاوعه هذا مؤمن حقاً، انا قلت للمؤمنین الشیوعیة بالمعنی الحقیقي بالمعنی أن لا یری الانسان لنفسه ملکیة هذا في الاسلام موجود المؤمن عندما یعطيك من ماله یعطیك من مال الله الذي عنده فلا یری منة عليك، اذاً اُبذل لأخيك من دمك ومالك، ولعدوك عدلك وانصافك العدو إن غمرته بالعدل والانصاف أنت علی جادة الصواب ولطالما اتفق أن أحداً اغتاب عدوك امامك فردعته قلت هذا لا یجوز هذا عدوي ولکن غیبته غیر جائزة عندما یصل هذا الخبر الی هذا العدو الا یکف عن عداوته؟ یقول فلان زجر فلان اتفاقا هذا المعنی وقع عند بعض علمائنا کان لبعض العلماء من یخالفه في الرأي جاء بعض المتزلفین لیذم ذلك العالم واذا بهذا العالم الآخر یردعه یعني یقول له لا تتکلم علی هذا العالم امامي من باب الخلاف في الرأي، وللعامة بشرك واحسانك عامة الناس اعطهم البشر والاحسان؛ من صفات المؤمن اخواني أنه بشوش حزنه في قلبه وبشره في وجهِ بعض الناس عکس هذا تماماً خارج المنزل له بشر مع کل أحد فأذا وصل الی اهل بیته سُلب منه البشر المؤمن حسن المجالسة بعض الناس تجالسه في الطائرة في الطریق الی آخره انسان ثقیل لا یُتحمل تسأله أنت من أين؟ یجیبك بإمتعاض هذا لیس من صفات المؤمن! الآن ما دمت معه في الطائرة علی کرسي مجاور رحب فیه سله عن احواله هذا من صفات المؤمن امامنا الصادق علیه السلام یقول وإن جالسك یهودي ما قال نصراني لئن الیهود أشد الناس عداوه؛ یقول وإن جالسك یهودي فأحسن مجالسته مادام هذا الیهودي جلس الی جانبك أحسن مجالسته هذه دعایة طیبة للخط الایماني.
من النقاط المهمة المجاملة هل تُعد نفاقاً؟ انسان یجلس انسان سيء الخلق یخشی من لسانه أو انسان کاتب صحفي سلیط اللسان بعض الکُتاب حقیقتاً یوم القیامة حسابهم حساب عسیر مرة انسان یغتاب مؤمناً في مجلس صغیر ومرة انسان یغتاب مؤمناً في فضائیة في صحیفه! هذا آلاف الاشخاص اطلعوا علی عیبه یوم القیامة کم یعطیه من الحسنات حتی یرضی؟ المهم انسان سلیط اللسان قلمه قلم قذر الی آخره المؤمن في بعض الحالات یجامل یدفع کیده المجاملة في روایات اهل البیت هذه تُعد من صفات المؤمن دفعاً لشر الغیر وهذا من العقل مجاملة الناس ثُلث العقل! العاقل لا یؤلب الناس علیه مادمت تری في هذا شراً بوادر الشر زرهُ لتطفئ نار عداوته! اتفاقا صلی الله علیه وآله کان مبتلی بالقساة والجفاة والمنافقین کان في ذات یوم الروایة عن الامام الصادق علیه السلام استأذن علیه رجل طلب الدخول فقال رسول الله صلی الله علیه وآله بئس أخ العشیرة يعني تورطنا هذا الیوم بهذا الزائر ماذا نعمل؟ یقول فقامت عائشة فدخلت البیت وأذن رسول الله للرجل! لما دخل الرجل أقبل علیه النبي بوجهِ وبشره کعادة النبي حسن الخلق وانك لعلی خلق عظیم عندما خرج جائت عائشة قالت یا رسول الله بینما أنت تذکر هذا الرجل قلت بئس أخ العشیرة هذا انسان سيء ولکن عندما زارك أقبلت علیه بوجهك وبشرك يعني ما هذا الکلام عندما قدم قلت هکذا؟ النبي صلی الله علیه وآله وسلم نبي الواقعیة أعطانا قاعدة قال أن من شر عباد الله من تکره مجالسته لفحشه! انسان بذيء اللسان تکره مجالسته ولکن إن اجتمعت به تظهر له البشر لتکف عن نفسك شره المؤمن له هذا الحق أن یجامل الغیر طبعا اذا تورط النبي ما ذهب الی بیت أخو بئس العشیره! بئس أخ العشیرة زار النبي والنبي تورط به المؤمن یحاول أن لا یتورط بهؤلاء ولکن إن تورط بهم زمیل في العمل شریك في التجارة جار له، الجار عنصر الزامي علی کلٍ أقارب الزوجة انسان یأخذ زوجة مؤمنة ولکن لها أخوال واعمام بئس أخ العشیره، الانسان یحاول أن یجامل بعض المؤمنین له شعار الصراحة والصرامة هذا یکلفه کثیراً یدخل في معمعة مع الآخرین والحال أن بمجاملة بکلمة طیبة کان بإمکانه أن یدفع عن نفسه الانشغال، وبکلمة واحدة اخواني هذه وصیتي لنفسي ولغیري المؤمن في الحیاة الدنیا یمشي في حقل الالغام یحاول أن ینزع فتیل اللغم؛ اللغم لا یمکن استخراجه له أخ مشاکس قلنا له رحم مشاکس ولکن یحاول قدر الامکان أن یتلافی وأن یتجافی وأن یحذر من شرهم قبل أن ینفجر به اللغم ینزع الفتیل لیتفرغ بعبادته لربه عندما یرید أن يصلي یصلي ولیس في باله أحد یشغل باله.
اللهم هب لنا کمال الانقطاع الیك اللهم بارك لنا في اعمارنا لا تجعل الدنیا أکبر همنا أبلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.