Layer 5
السؤال
وبعد ، فقد قربت من اليأس والقنوط ، مما الم بي من نفسي ومن الشيطان الرجيم ، الذي لطالما استهزأت به في صغر سني ، حتى انتقم مني.. فهاأنا اسير الخيال والوهم الهوس ، وتحت تعذيب … ثلاثة عشرة سنة ، ولطالما خلت في نفسي اني قادر على التخلص منها ،والأكبر من ذلك أني حرمت من لذة العبادة لله جل وعلا وذلك لإستهانتي بالصلاة ..وأعظم ذنب اني أخال أن الله طردني ونحاني وابعدني عن حبه ، لما فعلت أنا في نفسي من سوء فعلي وإسائتي ودوام تفريطي وجهالتي ،فهل من رجوع؟.. وهل من توبة؟.. وهل من قرب الى الله؟.. وأنا أعلم حتى وإن رجعت أني سأكون بعيدا عن العشق الألهي إلا ان يرضا الله تعالى عنى ، وذلك املي!!
الجواب
اولا ابارك لكم هذه الوقفة الصريحة مع النفس ، والتى لو وقفها العاصون بين يدى ربهم لصلحت احوالهم ، وذلك لان المشكلة فى العاصين هو انجرارهم فى الرذيلة الى درجة نسوا انفسهم فيها – نتيجة نسيانهم لذكر الله تعالى – بل ان الامر يصل الى درجة التحدى ، حينما يقال له اتق الله تعالى فتاخذه العزة بالاثم!! .. ولا شك ان طول فترة المعصية يقضى على سلامة الفطرة الاولية التى خلق الله تعالى العباد عليها ، الى درجة لا يمكن للعبد ان يفك نفسه عن المعصية .. وكم من القاتل ان يصل العبد الى درجة يقول معها : لا يمكننى ترك الحرام ، مدعيا سلب الارادة ، والحال ان هذه الدعوى غير مسموعه منه ، اذ غلبة الحرام شيئ ، وسلب الارادة شيئ اخر .. والان وقد استفقت على واقع مؤلم ، بدات من معصية العادة المدمرة ، ووصلت الى مرحلة الاستخفاف بالصلاة كنتيجة طبيعية للاستخفاف بثمرتها وهى النهى عن الفحشاء والمنكر ، اقول : عليكم الان بالندامة الصادقة الموجبة لعدم الميل الى الحرام اصلا ، ثم التعويض بالاكثار من الطاعات التى تستنزل رضا الرب المتعال ، واياكم والياس من رحمة الله تعالى فانه فى حد نفسه من الكبائر ، ومن الطبيعى انه لو دخل الياس فى قلب العبد ، فانه سوف لن يفكر ابدا للخروج من اسر الشيطان فى فخ المعصية ، ونظرا لتاخرك عن قافلة الطائعين فعليك بالمسارعة فى السير ، لتعوض ما فات منك وهومدرك لكل فوت كما لا يخفى؟
Layer 5