Layer 5
السؤال
ومن كلام لأمير المؤمنين في وصيته لابنه الحسن (ع) ، قال : (واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن، فان شدة الحجاب ابقى عليهن، وليس خروجهن بأشد من ادخالك من لا يثق به عليهن. واذا استطعت ان لا يعرفن غيرك فافعل، ولا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فان المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة ولا تعد بكرامتها نفسها، ولا تطمعها في ان تشفع بغيرها، فتميل مغضبة عليك معها، ولا تطل الخلوة مع النساء فيملنك أو تملهن، واستبق من نفسك بقية من امساكك عنهن، وهن يرين انك ذو اقتدار خير من ان يظهرن منك على انتشار. وإياك والتغاير في غير موضع غيرة، فان ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم، ولكن احكم أمرهن، فإن رأيت ذنبا فعاجل النكير على الكبير والصغير، وإياك ان تعاقب فتعظم الذنب وتهون العتبى).
الجواب
هذا الحديث يحتاج إلى تفصيل ، ولكن إجمال القول هو : أن الإمام (ع) يدعو إلى عدم تعريض النساء إلى أجواء الإثارة والفتنة والاختلاط مع الرجال .. وحقيقة الامر لو أن النساء عملن بتوصيات أمير المؤمنين (ع) هذه ، لخفت كثير من مشاكلهن الناتجة من اختلاطهن في مجتمع الرجال ، فان انوثة المراة فى معرض المصادرة ، وذلك فيما لو دخلت المجالات التى لم يخلقها الله تعالى من اجلها !!.. فان من الواضح ان وظيفة المراة الاساسية ارقى من وظيفة الرجل بمعنى من المعانى ، اذ ان هم الرجل خارج المنزل هو الحصول على لقمة العيش من خلال دخول معركة الحياة ، بكل عنفها ومواجهتها للعناصر المشاكسة – والتى هى ليست قليلة فى حياتنا اليوم – بينما نلاحظ ان الله تعالى كرم المرأة بان جعل الرجل فى خدمتها ، من حيث النفقة الواجبة عليه – وان كانت هى ميسورة الحال – وذلك ما اجل ان تتفرغ لنفسها ، بعيدا عن ضوضاء الرجال وجلبهم ، وبالتالى تعد نفسها لتربية الطفل الذى تبدا حركته التكاملية على يد الام ، من الايام الاولى من حياته ، اذا كما ظاهر المولود يتكون من دم الام فى مرحلة الاجنة ، وحليبها فى مرحلة الرضاع ، فان باطنه ايضا يتشكل من خلال حضنها العاطفى ، وتوججها الفكرى .. ومن هنا لا يبعد ان ننسب كمال الموفقين هذه الايام من الرجال الى الام قبل الاب ، ولعل للسبب نفسه ، تقدم حقها على حق الاب كما يفهم من بعض النصوص الكريمة.
Layer 5