Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

– إن الانتقال من هذه الدنيا هو عبارة عن سفرة، وانتقال من محطة إلى محطة.. فالأمر ليس بمخيف أبداً!.. إنما الخوف، لأن المحطة الأخرى محطة مجهولة، فإذا عُرفت المعالم، وتزود الإنسان لذلك العالم، فإن الأمر يصبح غير مخيف.. فهذا الستار عندما يزاح، يلتقي الإنسان مع من يهوى، وهذا غاية المنى.

– إن الحديث عن البرزخ، وعن القيامة، وغير ذلك، حديث مغلق.. فنحن ليس عندنا قنوات اتصال.. فالأمر لا يعرف بالعقل، إنما لابد أن يؤتى من عالم الغيب.. والمصدر هو رب العالمين، وما ورد من أئمة أهل البيت، ومن النبي المصطفى (ص) قبل ذلك.

– إن هذه المشكلة النفسية تمتد آثارها إلى يوم القيامة.. فالمشكلة أننا نعيش عالما باطنيا، وهذا العالم الباطني عالم متأزم في أغلب الأوقات.. فمثلا: الزوج يتعامل مع زوجته من خلال الصورة التي وضعها في ذهنه عنها.. فإذا كانت الصورة إيجابية -لحسن حظ الزوجة مثلاً- يتعامل معها على أنها حورية.. ولكن إذا دخل الشيطان على الخط، ورسم في ذهنه أنها خارج دائرة الإيمان، عندئذ يبدأ التعامل السيئ معها.. وهكذا مع الزوج!.. والحل هو أن نعيش حالة من الصفاء الباطني، الذي يصور لنا الأشياء كما هي.

لذا علينا أن نكثر من هذا الدعاء: (اللهم!.. أرنا الأشياء كما هي).. المشكلة أن هذه الكاميرات الحديثة، حُسنها أنها تلتقط الصور كما هي بألوانها وبأحجامها.. ولكن نفوسنا بعض الأوقات تلعب دورا بهذه الصور.. {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} فهذا الغليان الباطني، وهذا التشعب الباطني.. هو سبب كثير من المعاصي والطاعات، إذ أن أكثرها يبدأ بهذه الخلجانات.. فمثلا: إنسان جالس في المنزل، وإذا بالشيطان يسول له، ويقول: أن سرورك الآن أن تخرج إلى الشارع، فيخرج إلى الشارع خروجاً بريئاً، وإذا بهذا الخروج يصبح مقدمة للمحرمات الكبرى.. والذي جعله يخرج من البيت، هذه الخاطرة.

إن الشيطان يوم القيامة عندما نشتكي عليه، ونقول: يا رب هذا الذي أضلنا، فأدخله نار جهنم نيابةً عنا.. فإنه يقول: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}؛ أي أنا لم أقم بدور إجباري.. إنما كان دوري دور الدعوة فقط، وأنتم الذين استجبتم لهذه الدعوة.. فهو يوسوس، وهنا دور الشيطان في التدخل في هذه المساحة.

ورب العالمين أيضاً يتدخل عن طريق ملائكة التسديد.. كأن يكون الإنسان في المنزل، ولا ينوي أن يحضر المجلس -مثلا- وإذا بدافع نفسي قوي يدفعه للحضور.. فإذن، لا بد من السيطرة على هذه المساحة في النفس.

إن لقمان من الذين توفقوا للسيطرة على هذه المساحة من النفس، مع أنه لم يكن نبياً.. وفي المجمع، روى نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: حقاً أقول لم يكن لقمان نبياً، ولكن كان عبداً كثير التفكر، حسن اليقين، أحب الله فأحبه، ومنّ عليه بالحكمة.. كان نائماً نصف النهار إذ جاءه نداء: يا لقمان!.. هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق؟.. فأجاب الصوت: إن خيرني ربي قبلت العافية، ولم أقبل البلاء.. وإن هو عزم عليّ، فسمعاً وطاعةً، فإني أعلم أنه إن فعل بي ذلك أعانني وعصمني.

إن هنالك محبة من العبد لربه، فإذا أحبه الله -عز وجل- جعل هذه الجذوة تشتعل.. وهنالك محبة بسيطة في نفس العبد، يوجدها في نفسه: تكلفاً أو تلقيناً.. ولكن إذا وجدت هذه الشعلة، فإن رب العالمين يصب الزيت على هذه الشعلة البسيطة، لتصبح شعلة تملأ وجود الإنسان.

إن لقمان كان مرشحا لأن يكون في مستوى داوود، ولكنه طلب منه أن يعفيه من هذه المهمة الخطيرة.. ولو تكلم لقمان بهذا الكلام ووقف، فربما كان سلب الحكمة.. ولكنه قال: وإن هو عزم علي، فسمعاً وطاعة.. أي يا رب إن كلفتني أن أكون خليفة، فأنا في خدمتك.. وعندها، فإنك ستعينني وتعصمني.. (فإني أعلم أنه إن فعل بي ذلك، أعانني وعصمني).. إذا كان الرب هو المتفضل، فلا خوف ولا حزن.. وعليه، فليكن منطقنا منطق لقمان، فنقول: يا رب إننا نريد الكفاف!.. ما لنا والمال الكثير!.. نتعب ونكد ونحرق زهرة شبابنا، لينتفع الورثة من بعدنا!.. ولكن إن كنت ترى أن عبوديتنا بالمال الكثير، أكرم به وأنعم!.. منّ علينا بما شئت!..

كان لقمان يكثر زيارة داود (ع) ويعظه بمواعظه وحكمته وفضل علمه، وكان يقول داود له: طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة، وصُرفت عنك البلية، وأعطي داود الخلافة، وابتلي بالخطأ والفتنة.

فإذن، إن الإنسان المؤمن في هذه الحياة الدنيا يعيش براحة تامة، ويفوض أمره إلى الله -سبحانه وتعالى- في كل شيء.. فلقمان أعطي هذه الحكمة ؛ لتفكره، وحبه لله عز وجل.. وعليه، فإن عاقبتنا مرتبطة بهذا البعد الباطني.. فتصفية البواطن من الشوائب، سبيل لأن يفجر الله -عز وجل- فيها الحكمة تفجيراً.

– إن من أفضل صور التعويض الإلهي لسيد الشهداء، هذا المنبر.. صحيح أنه عوض من قتله: أن الشفاء في تربته: هذا شفاء المرضى.. والإجابة تحت قبته: قضاء حوائج الناس.. ولكن هذا المنبر، هبة من هبات الله لسيد الشهداء.. إلى أن يخرج الإمام ويقيم دولة العدل، وهذا المنبر الحسيني يشع النور في قلوب المؤمنين في شرق الأرض وغربها.

نعم هكذا رب العالمين إذا أراد أن يخلد أحداً أو شيئاً خلده.. هذا الرب الوفي، هذا الرب الشكور الذي يقول: (إذا أُطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية.. وإذا عُصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الوراء). وقد رأينا كيف أن رب العالمين، بارك في وجود بعض العلماء إلى الأبد، أمثال الشيخ الطوسي، والمفيد، وصاحب كتاب مفاتيح الجنان.

– ماذا يعمل الإنسان ليصل إلى هذه الحكمة؟.. إن الوصفة من السهل الممتنع.. قال النبي (ص): من أخلص لله أربعين يوما، فجّر الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.

أولا: ترك المعاصي.. إن أول مصاديق الإخلاص، أن ينفي الإنسان المعاصي والذنوب من حياته.. فترك بعض المعاصي، أو كل المعاصي السمعية والنظرية والقولية، أمر سهل جداً..

ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر

إن الذي يريد أن يصل إلى درجات القرب الإلهي، هل يثقل عليه أن لا يسمع الغناء مثلاً؟!..

وإذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجسام

فإذن، إن الخطوة الأولى أن لا يكون هنالك مزاحم.. والمعاصي مزاحمة.

ثانيا: نية القربة.. أي نحاول أن نلقن أنفسنا تلقيناً: أن يا رب كل ما أقوم به لوجهك الكريم.. فهذه النية، تقلب العمل من اللاشيء إلى كل شيء.. من الفاني إلى الباقي.. فالأعمال العبادية بدون نية، لا قيمة لها.. ولكن النية ليست فقط في العبادات، بل من الممكن أن نجعل هذه النية في كل عمل نقوم به في الحياة: من العمل والأكل والنوم، فمثلا: نقول: يا رب إنما أذهب لهذا العمل، لكي أستغني عن لئام خلقك، ولئلا أستجدي من الآخرين؛ ولئلا أستقرض من زيد وعمر.. فالسؤال ذل ولو لإراءة الطريق.. كان أصحاب النبي الأكرم (ص)، إذا سقط من أحدهم السوط وهو على الفرس أو الجمل، لا يطلب من أخيه أن يناوله إياه.. بل كان يفضل النزول ويتولى المهمة بنفسه؛ لئلا يسأل أحداً.

إن الإنسان العاطل عن العمل، هذا إنسان مبتلى بمشكلة.. إن كان ذلك من سوء فعله، لتقصيره في الدراسة، أو لعدم بحثه عن فرص العمل.. هذا الإنسان مبغوض عند الله عز وجل.. كان رسول الله (ص) إذا نظر إلى الرجل فأعجبه، قال لأصحابه: هل له حرفة؟.. فإن قالوا: لا، قال: سقط من عيني، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟!.. قال: لأن المؤمن إذا لم تكن له حرفة يعيش بدينه.. وقال (ص): (إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف).. وعن رسول الله (ص): إياكم و كثرة النوم، فإن كثرة النوم تدع صاحبه فقيراً يوم القيامة!..

إن سلمان الشخصية الأولى بعد أئمة أهل البيت، قال: إنّ النفس قد تلتاث على صاحبها، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه.. فإذا هي أحرزت معيشتها، اطمأنت. فسلمان هذا الإنسان الذي هو التلميذ الأول للنبي ولأمير المؤمنين، يقول: أن النفس تضطرب إذا لم تكن تملك قوت السنة.

فإذن، ما على الإنسان إلا أن يخلص النية لله عز وجل، فيجعل عمله كله لله عز وجل.. وهذا لا يكلف إلا نية بسيطة، وهي أن يقول: يا رب!.. أنا من هذه الساعة إلى أن أموت، كل ما أقوم به من طاعة قربة إليك.. وإذا بلحظات العمل، وكأنه في المسجد.. والأخت المؤمنة أيضا كم تمضي من الوقت في المطبخ والغسيل وغيره!.. بإمكانها أن تحول حياتها إلى معبد، من خلال هذه النية.. فبهذه النية المجانية، نحول المستقبل الذي لا لون له، إلى لون إلهي!..

ثالثا: التحكم في القول.. فمثلا: لو أن الزوج أغضب زوجته، فتأذت وانكسر قلبها.. لو بقي هذا الانكسار إلى البرزخ، تحول على شكل خمسين سنة من العذاب مثلاً، فخمسون سنة في البرزخ، حياة برزخية طويلة.. ولكن رب العالمين يقدر له حادث سير بسيط، وإذا بهذا الذنب يرتفع.. لذا على المؤمن أن يدعو ربه أن لا يؤخر عقوبته إلى عالم البرزخ.

ورد أن النبي (ص) أتى بقيع الغرقد فوقف على قبرين، قال: أدفنتم هاهنا فلاناً وفلانة؟.. قالوا: نعم.. قال: قد أُقعدَ فلان الآن يضرب.. ثم قال: والذي نفسي بيده!.. لقد ضرب ضربة ما بقي منه عرق إلا انقطع، ولقد تطاير قبره ناراً، ولقد صرخ صرخةً يسمعها الخلائق إلا الثقلين أي الجن والإنس.. ولولا تمريج في صوركم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع.. قالوا: يا رسول الله، ما ذنبهم؟.. قال: أما فلان فكان لا يستبرئ من البول.. وأما فلان أو فلانة فكان يأكل من لحوم الناس.. وليس المراد هذه العروق المادية، وإلا فإن بعض الموتى كفراعنة مصر أجسادهم بحسب الظاهر سليمة.. وليس المراد بالقبر هذا القبر، ولا العروق هذه العروق.. وإنما هذا كناية عن العذاب الباطني.. فكل شيء في عالم البرزخ، يختلف عن الدنيا.. والذي لا يسمع هذا الكلام، هو الجن والأنس، وإلا كل من في الوجود حتى البهائم عرفت ذلك.. إلى هنا كلام مؤلم، ويخيف الإنسان.. ولكن النبي الأكرم (ص) متوازن، يزرع الخوف ليحصد الرجاء والأمل.

النبي الأكرم (ص) يقول: (ولولا تمريج في صدوركم، وتزيدكم في الحديث، لاسمعتم ما أسمع).. تمريج في القلوب: أي ليس هناك أي ضابطة.. وعندما ينظر الإنسان إلى الإنارة، فيرى ضوءا، وينتقل ذهنه من الضوء إلى السوق الذي تباع فيه الإضاءة، ومن ذلك السوق إلى الأسهم، ومن الأسهم تذهب يميناً وشمالاً، فلا رابطة لما يفكر فيه!.. فهذا أيضا تمريج في قلب الإنسان.

رابعا: العمل الدؤوب.. إن الإنسان إذا استولى عليه هم واحد، فإنه يتبرمج يقظة ونوماً إلى أن يحقق مبتغاه.. قال أمير المؤمنين (ع): (قد تخلى من الهموم، إلا هماً واحداً).. أي أن الذي له هم لا يفكر إلا به، فعندما ينام يراه، وعندما يصلي يراه في صلاته، وفي كل الأوقات يكون أمامه.

وبالتالي، فإن الذي يريد أن تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، عليه أن يعقد هذه الأربعينية المباركة، من الإخلاص لله عز وجل.. وعندئذ إذا تفجرت ينابيع الحكمة من القلب على اللسان فإنه سيكون وجوداً مباركاً في الأمة.. لأن كل واحد منا واقع في حلقة اجتماعية.. فأول ما يترقى الشاب، يشكل دائرة صغيرة باسم الزوجة، وبعد سنوات يشكل ذرية، وبعد سنوات يصبح عنده أحفاد.

– إن الزوجين المتجانسين في الرؤى والأفكار، يشكلان أفضل عش زوجي؛ لأنهم يتسابقان على التكامل، ويعين أحدهم الآخر في هذا المجال!.. إن القضاة هذه الأيام يشتكون من ظواهر الخلاف المتأزم في الأيام الأولى من الزواج.. رغم أنها أجمل أيام العمر، وهي ما يسمى بشهر العسل.. والسر في ذلك واضح، إذ أن الزوجة تأتي إلى الزوج، وفي رأسها عشرات الرجال.. فهي كانت قد كلمت عشرات الرجال في المواقع، وفي العمل، وفي غيره.. لذا فإنها ترى الرجل وجوداً باهتاً، فهو رجل كالرجال.. ولطالما تعرفت على من هو أجمل، ومن هو أكمل، ومن هو أعلم، ومن هو أثرى!.. وكذلك بالنسبة للرجل الذي رأى ما رأى من النساء!..

ولهذا في عالم العلماء قلما نسمع حوادث طلاق أو انفصال زوجي؛ لأن العالم في الحوزات العلمية، لا شغل له بالنساء.. فأول امرأة يراها في حياته، هي زوجته المبجلة، وقد عقد عليها قبل أن يراها أصلا، فيقنع بما هو موجود.

– إن على المؤمنة أن لا تخاف على الرجل، إذا زاد إيماناً.. لأنه كلما زاد إيماناً، زاد حبه للنساء.. أي زادت رقته للنساء بما يريده الله عز وجل.. أحد العلماء الأبرار زوجته أصيبت بالعمى، فبقي سنوات طويلة وهو في خدمة هذه المرأة المسكينة.. هذا هو الإيمان، لأن هذه المرأة ليست أداة استمتاع، فإذا أصيبت بالعمى، نستبدلها بواحدة أفضل.. فهذه أمانة الله -عز وجل- عنده، وقد ربت الأولاد في سنوات المحنة.. فبقي وفياً لها، وبمجرد أن توفت، وإذا بهذا العالم يذهب إلى كندا للتبليغ.. هكذا يكون الإنسان الرباني.. فإذن، إن إنسان إذا أصبح إلهياً وحكيماً، فإن أول المستفيدين من حكمته زوجته، وثانياً ابنه.

– إن البعض يواظب على حضور مجالس عزاء الحسين (ع)، بينما ولده في عالم آخر.. فهو يشتري له أرقى الأجهزة، ويعطيه غرفة مغلقة.. وهذا الولد إلى الصباح، وهو ينتقل من محرم إلى محرم.. فمن المسئول؟.. ورد في بعض روايات أهل البيت (ع) -ما مضمونه-: إذا بلغ الشاب مبلغ الزواج، وكان أبوه متمكناً ولم يزوجه، لبعض الدعاوي السخيفة، فإذا ما زوجه ووقع في الواقعة.. فيوم القيامة هذا الأب يعذب بعذابه، لأنه شريك له.. إذ كان بإمكانه أن يطفئ هذه النار.

ولهذا فإن يوم القيامة هو يوم المفاجآت الكبرى.. يأتي المؤمن يوم القيامة، ولعله عالم، ولعل في جبهته الثفنات، وكل التوقعات أنه يدخل الجنة بلا حساب.. فإذا به يقف على باب جهنم، ويقال له: هذا سهمك من زنا فلان، وهذا سهمك من عمل فلان.. طوبى لمن رفع المفاجآت في الدنيا، قبل الورود إلى الآخرة!.. قال الباقر (ع): يُحشر العبد يوم القيامة وما ندا دماً، فيُدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك فيُقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا ربّ!.. إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دماً، فيقول: بلى، سمعتَ من فلان رواية كذا وكذا فرويتها عليه، فنُقلت حتى صارت إلى فلان الجبّار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه.

– فإذن، إن من موجبات ضمان عالم البرزخ والقيامة: أن نسيطر على هواجس النفس!.. هذا الذي ذكره النبي المصطفى (ص) من التمريج في القلوب، والتزيد في الحديث.. وباب الحكمة باب مفتوح، وقد رزق لقمان الحكمة ولم يكن نبياً.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.