Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

إن الزهد جمع في آية من القرآن الكريم، ألا وهي: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}.. فالإنسان المؤمن لا تغره الدنيا بما فيها، ومن موجبات الاغترار بالدنيا:

أولاً: التعلق القلبي.. تارة يخرج الإنسان من المسجد، فيرى خدشاً في سيارته، وكأن قلبه هو الذي خدش بهذا العمل!.. فالأمر لا يستحق هذا التفاعل الكبير!.. وكذلك إذا أضاع مبلغاً من المال، أو إذا نزلت الأسهم.. الأمر ليس بيده، فهو ليس مقصراً، فلماذا هذا التعلق القلبي؟..

ثانياً: حب الرئاسة.. عن الإمام الرضا (ع): (والخمول أشهي إليه من الشهرة)!.. إن المشاهير يحاطون باحتياطات أمنية، تقيدهم وتحد من حريتهم.. أما الإنسان العادي، فإنه في جوف الليل يذهب أينما يشاء.. فالرئاسة آفة من أشد الآفات!..

ثالثاً: حب الطعام.. إن الطعام بالنسبة للمؤمن، بمثابة الوقود بالنسبة للسيارة.. فهل هناك إنسان يجر وراءه شاحنة بنزين، أو أنه يأخذ بمقدار ما يلزم، وكلما احتاج يذهب إلى المحطة.. كذلك المؤمن يأخذ من الدنيا، ما يوصله إلى المقصد.

رابعاً: حب النوم.. البعض -مع الأسف- في غير الصيف من النشطاء، أما إذا أتى الصيف فيصبح كسولاً، ويمضي معظم وقته في النوم.. وكذلك خلال أيام الأسبوع كله نشاط وحيوية، فإذا جاء نهاية الأسبوع؛ تحول إلى إنسان نوّام.. وحب النوم من موجبات الذم.. فالنوم الطبيعي بين الست والثمان ساعات، حسب الصحة والعمر.. وكذلك وحب الراحة، وحب النساء؛ كل هذه من أدوات الاغترار بالدنيا، والوقوع في شباك إبليس.

الخلاصة: إن المشكلة ليست في الذوات الخارجية: لا في النساء، ولا في القناطير المقنطرة، و..الخ.. ولكن المشكلة في تعلق الفؤاد، فإذا قطع الإنسان التعلق، عندئذ لا خطر على المؤمن، وإن صار كسليمان (ع) في ملكه.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.