Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أصناف الناس..
إن الناس بالنسبة إلى شهر رمضان المبارك على صنفين:

الصنف الأول: وهو الذي يرى هذا الشَهر كأنّهُ ضيفٌ ثقيل نَزَلَ عليه، فلا يتذكر من شهرِ رمضان إلا العَطش والجوع، وبما أن العَطش والجوع هما خِلاف المزاج الإنساني، فإن البعض يستعجل هِلالَ العِيد: فإذا كانَ من المتوقع أن يُرى الهِلال ليلة الثلاثين من الشهر ولَم تثبت الرؤيا؛ فإنه يعيش في داخلهِ حالة من حالات التأسُف، وقَد يعترض على الفقهاء أو العُلماء الذينَ لا يثبتون الهِلال بأدنى مجوز!.. البعض لَهُ هذهِ الحالة، وإن لم يعترف بِها، بل قَد يُبدي خِلافَ ذلك؛ فأسرار العِباد في قِلوبِهم!..

الصنف الثاني: وهو الذي يرى في قلبهِ حُرقَةً على وداعِ هذا الشَهر، فهذا القِسم يرتقب الأيام ويتمنى أن تمشي ببطء، فيعيش الأيام الأخيرة من شَهرِ رمضان المُبارك بحُرقَة وليس بفرح كالأيام الأولى، إذ هناك فَرقٌ بينَ إحساسهِ في أول الشَهر الكريم وبينَ إحساسهِ في آخره!.. كما هو الحال بالنسبة إلى المصلي الخاشع، حيث إنه من المتعارف في أوساط الخاشعين الذينَ يصلونَ صلاةً خاشِعة، أن هؤلاء ليست عندهم شكوك الصلاة؛ لأنَّ المُصلي الخاشِع في كُلِّ رَكعَةٍ يرى لونا!.ً.

حالات المصلي الخاشع..
إن حالة الإنسان الخاشع في صلاته، تختلف من ركعة إلى أخرى، وهي كالتالي:

١. الشوق: إن الركعة الأولى فيها حيوية وفيها شَوق، فهو يعيش الارتياح لأنه مازال أمامه ثلاث أو أربع ركعات، لذا يشعر بحالة من الانتعاش.

٢. المناجاة: إن الركعة الثانية بمناسبة القنوت فيها جَو مُناجاة، إذ لا مَجالَ للشَك بين الثانية والأولى؛ لأنّهُ في الركعة الثانية كانَ في حالِ مُناجاةٍ مَعَ رَب العالمين في القنوت. هذا القنوت الذي ينبغي للمؤمن أن يغتنمه في الصلوات الفردية؛ ففي صلاة الجماعة القنوت لَهُ زَمَن مُعَيَن، أما في غير الجماعة فالأمر بيده؛ إذ إن قراءة سورة “الحَمد” لابد منها في الصلاة فـ”لا صلاةَ إلا بفاتحة الكِتاب”، وذكر الركوع والسجود، والتشهد والتسليم، والتسبيحات الأربعة؛ هي أمورٌ توقيفيّة ليسَ لَهُ الحَق أن يقوم بغَيرِ ذلك، ولكن في القنوت المساحة مفتوحة، بإمكان الإنسان أن يتكلم مَع اللهِ عَزَ وجل بما يريد، ويستطيع أن يقرأ دُعاء أبي حَمزة الثَمالي في القنوت في الصلاة الواجبة، وكذلك بإمكانه أن يقرأ دُعاءَ كُميل في قنوتِ صلاة المَغرِب أو العِشاء ليلة الجُمعَة في صلاة الفُرادى إن كان في سفر، لأنه ليس هناك جماعة!.. فإذن، إن الإنسان في الركعة الثانية يعيش جَواً خاصاً.

٣. الخوف: إن الركعة الثالثة يبدأ فيها العد التنازلي، فهو ليس عندَهُ شَوق الركعة الأولى، حيث كانت المساحة مفتوحة أمامه، وفي الوقت نفسه هو مقبل على الوداع!..

٤. الألم: إن الركعة الرابعة يعيش فيها المصلي الخاشع ألمَ الفِراق، فيصلي صلاة المودِع، وخاصة عند صلاة العشاء، إذ لعله يموت في تلك الليلة، فالذي ينام روحهُ تصعَدُ إلى السَماء، يقول تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، فكلُّ إنسان أثناءَ النوم يتوفاه رَبُ العالمين، ولكن البَعض يرجع والبعض يموت!..

فإذن، الأولى: شَوق، والثانية: مُناجاة قنوتية، والثالثة: بينَ الشَوقِ والوِداع، والرابعة: الوِداع؛ لذا فإنه بمُجرَد أن ينظُر إلى قَلبِهِ يَعلَم هو في أيِّ ركعة!..

حالات الصائم الخاشع..
إن العشرات الثَلاث في شهرِ رمضان المُبارك، لَها حُكم المصلي الخاشع، فـ:

العَشرة الأولى: يشعر الصائم بالشوق والحيوية، لأنه مازال أمامه عشرونَ يوماً!..

العشرة الثانية: يعيش الصائم في منتصفِ شَهرِ رمضان المُبارك جَوَ الدُعاء قَبلَ أسبوع من ليالي القَدر كأنّهُ في القنوت!..

العشرة الأخيرة: يعيش الصائم في الأسبوع الأخير من شَهرِ رمضان المُبارك ألمَ فِراق الشهر، ولهذا بعض الصائمين في الأيام الأخيرة من شَهرِ رمضان المُبارَك يعيش حالة الوجوم؛ يتفكر بما صنعه: هل قرأ جُزءاً من القرآن الكريم بتوجه؟… هل تلاوته للقُرآن الكريم كانت مُتناسبة مَعَ الفراغ الذي عنده؟.. كَم من الساعات التي قضها في النَوم الزائد ؟.. كَم من الليالي التي لم يذكر فيها اللهَ عَزَّ وجل ذِكراً بَليغاً؟… فيعيش حالة وخز الضَمير في الأيام الأخيرة!.. لذا عندما تأتي ليلة العيد المشكوكة، ثُمَّ يُعلم في ختام الليل أنه لم يَثبُت الهِلال؛ فإنه يسجدُ شُكرا للهِ عَزَّ وجل، لأنه كسب ليلة إضافية!.. مثله كمثل إنسان جاءَ قَبلَ انتهاء الوليمة برُبع ساعة، وأمامهُ أنواع الطعام، وهو يكاد يُغمى عليهِ من الجُوع؛ هذا الإنسان كَم يكون قلقاً ومضطرباً لقصر المدة!.. أما إذا قيل: أنَّ هذهِ المائدة ستبقى ساعة؛ ألا تكون سعادته كبيرة جداً؟!.. كذلك الأمر بالنسبة إلى الصائم في شهر رمضان المبارك؛ لأن المائدة عندما تطول مُدتُها يزداد تزوده منها أكثر!..

توصيات الأيام الأخيرة من الشهر الكريم..
إن هناك عدة أمور يستطيع الصائم القيام بها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، منها:

أولاً: إن الاختبار الطبيعي والتلقائي هو أن ينظر الإنسان إلى قلبه؛ إن كان يرى فيه حُزناً لفراق الشَهر، فليعلم أنه كان ضَيفاً مُقرباً مُدلَلا!.. فالإنسان الذي يودعُ مجموعة من النساءِ والرجال في قاعة المُغادرين، بمجرد النظر إلى أكثرهم حُرقة وبُكاءً يُعرف أنهما الأب والأم والبقية أصدقاء.. كذلك فإن الذي يودعُ الشَهر بحُرقة؛ يكون هذا الإنسان هو ابنُ الشَهر الكريم.

ثانياً: صحيح أنه في ليلة القَدر كُتبت المُقدرات، وجَف القَلَم بما هو كائن، ولكن الباب مازال مفتوحاً، أوَتعلم أنه في ختام الشَهر الكريم بعض الرُقاب التي لم تُعتَق مِنَ النار تُعتَق في الليلة الأخيرة؟!.. ورد في الحديث: (أنّ الله عزَّ وجلَّ يعتق في آخر كُلِّ يَوم مِن أيام شَهر رَمَضان عِندَ الإفطار ألف ألف رقبة مِن النّار، فإذا كانَت لَيلَة الجمعة ونهارها أعتق الله مِن النّار في كُلِّ ساعة ألف ألف رقبة ممّن قَدْ استوجب العَذاب، ويعتق في اللّيلة الأخَيرة مِن الشّهر ونهارها بَعدد جَميع مَن أعتق في الشّهر كلّه)!.. فملوك الدُنيا يطلقونَ سراحَ المساجين بمُناسبة قِدوم العِيد، أليس رَبُ العالمين أولى بالعِتق!.. وعليه، فإن المؤمن لَهُ مَجال للاستدراك؛ فليقل في اليوم الأخير: (أسألُك يا لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، إِذْ لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ، اِنْ كُنْتَ رَضَيْتَ عَني في هذَا الشَّهْرِ فَاْزدَدْ عَنّي رِضاً، وَاِنْ لَمْ تَكُن رَضَيْتَ عنِّي، فَمِنَ الانَ فَارْضَ عَنّي يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ)؛ وكلمة (فَمِنَ الانَ) تنطبق على وقت قَبلَ غروب ليلة العِيد.

ثالثاً: إن البعض قَبلَ نهايةِ ليلة القَدر الثالثة والعشرين، يأخذ زاوية في المسجد أو في المنزل، فلا يؤذن المؤذن في اليَوم الثالث والعشرين، إلا وهو يعيش حالة الاضطراب والخَوف، قائلاً: يا رَب، انتهت المائدة إلى سَنةٍ قادمة، ولا أعلم ماذا كَتبتَ عليّ في هذهِ الليلة: هل كتبت شقائي أو سعادتي، أم كتبت موتي أو حياتي، أم كتبت سُقمي أو سلامتي، أنا لا أعلم ماذا جرى عليَّ الليلة، والأهمُ من ذلك لا أعلم كَيفَ نظَرَ إليَّ إمامُ زماني؟.. كذلك الأمر في اليَوم التاسعِ والعشرين من شَهرِ رمضان المُبارَك، لأنّ ليلة الثلاثين قد تكون ليلة العيد، لذا إحتياطاً في غروب ذلك اليوم قَبلَ أذانِ المَغرِب برُبعِ ساعة أو بنُصفِ ساعة، ليأخُذ زاوية أيضاً ويعيش مشاعِر الذي يُحيي اللحظات الأخيرة من ليلة القَدر، فليقل: يا رَب، بَعدَ لحظات المؤذن يؤذن، فإذا أذَن وكانت الليلة هي ليلة العِيد، فإن المائدة ترفع لانتهاء شَهر رمضان -فشهرُ رمضان ينتهي مع أذان المغرب من ليلة العِيد التي هي الأخرى لها مزايا- يحاول أن يعيش بَعضَ مشاعر المُناجاة والبكاء والتوبة، ليأتي عليه الغِروب وهو في حالِ مُناجاة والدَمعَةُ في عينيه!..

رابعاً: إن المؤمن ينظر إلى الشَبَع الباطني، فليس كل إنسان يذهب إلى البَحر يسبح فيه، وليس كل من يدخل الحمام يستحم!.. والاختبار سَهلٌ جداً لا داعيَ للتحيُر: إن كانت رائحة العَرَق مازالت على بدنه؛ فإنه يُعلَم بأنَّ هذا الإنسان لم يدخُل الماء، ولو أقسم آلافَ الأقسام المُغلّظة فهو إنسان كاذِب!.. وإن لم يُقسم ولكن رائحته طيبة؛ يُعلَم أنّهُ استَحَم!.. كذلك الأمر بالنسبة إلى شهر رمضان: الذي يُريد أن يَعلَم أنّهُ استحمَ في شَهر رمضان الحَمام الروحي، ودَخلَ بحر شَهر رمضان، إذ ليسَ كُلُّ مَن حَج دَخَلَ الحَج؛ يقول الإمام (عليه السلام): (ما أكثر الضجيج والعجيج، وأقلّ الحجيج )!.. وليسَ كُلُّ من صامَ شَهرَ رمضان صامَ حقيقة، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: (كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الظمأ، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا العناء، حبّذا نوم الأكياس وإفطارهم)!.. فبعضُ مُقيمي الليل هؤلاء لهم التعب فقط، وبعضُ الصائمين لهم الجوعُ والعطشُ فقط؛ لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾!.. فمن أرادَ أن يَعلَم أنّهُ صامَ أو لم يَصُم بالمعنى الدَقيق؛ أي: صوم الخواص لا صومُ العوام؛ فلينظر إلى ملكاتهِ الباطنية:!.. عليه أن ينظر إلى أخلاقه في نهاية الشَهر:

١. التعالي على الغضب: فليتذكر موقفاً غَضَبياً مُخجِلاً مر معه في شهر شعبان مثلاً: كأن يكون قد تكلم بما لا يليق مع زوجته، وانتفخت أوداجه عليها، أو لعله ضَربَ الطِفل بلا سبب وجيه -فالبعضُ يُبادر إلى ضَرب ابنه بداعي التأديب، ولكن الحقيقة هي لأنّهُ كَسَرَ إناء سَهواً!.. بينما عليه أن لا يضربه حتى لو سقطت منهُ ساعة بألفِ دينار وتكسَرَت، لا داعي لتعذيبه؛ لأن هذا الأب هو نفسه لطالما عصى الله عَزَّ وجل، ويقول: يا رَب سَهوت، يا رَب نَسيت، يا رَب ما تعمدت؛ الوَلَد أيضاً لم يتعمّد ذلك!..- فمن قام بمثل هذه الأعمال قبل شهر رمضان، فلينظر إلى قلبه في نهاية الشهر: إن رأى في نفسه حِلماً، ولو تكرر ذلك الموقف الآن لن يثير غضبه، فليعلم أنه على خَير، ويبدو أن شهر رمضان هذا تغلغلَ في أعماقِ وجوده!..

٢. التعالي على فتنة النساء: إن بعض النباتات تنمو عن طريق السقي بنظام الرَي، فأشجار النخيل الباسِقة هذهِ الأيام تنمو على نظام القطرات، فلو أسقيت الماء بالشَهرِ مرة واحدة هذهِ الشجرة لا تنمو، كذلك الأمر بالنسبة للإنسان عليه أن يسقي نفسَهُ سَقياً مُستمراً!.. لذا، فإن الإنسان الذي يصل في أواخرِ شَهرِ رمضان بَعدَ ليالي القَدر إلى حالة الاشمئزاز عندما تَمرُ أمامهُ امرأة فاتنة أو زميلة في العَمَل مُتهتِكة؛ فهذا دليل على أنه تغير، وأن هذه القطرات وَصَلَت إلى باطن الجذور وإلى الجذور العميقة.. أما الشاب الذي يعيش المعاناة في الجامعة، فهذا على شَفا حُفرةٍ من النار، ما دام يعيش المُعاناة، ويعيش الانجذاب للجنس الآخَر، صحيح أنه يُجاهد نفسَه، ولكنه في يَوم من الأيام قَد يسقُط في الامتحان ولا يُجاهد، وليس هناك أمان إلا عندما لا يتأثر مطلقا بفتنة النساء، فلا يتفاعل مَعَ هذهِ المناظر؛ فما له ولنساء الغَير: فإن كانت امرأة متزوجة؛ ما له ولمرأة مُحصنة؟!.. وإن كانت امرأة متهتكة؛ ما هي حاجتة لامرأة مُتهتكة؟.. فرَبُ العالمين قَدرَ له زوجة واحدة هِيَّ التي ينجب منها أولاداً صالحين، هذهِ التي ينتظرها لا المُتسكعات في الشوارعِ والأسواق!..

٣. التعالي على فتنة المال: هذهِ الأيام في عالم المقاولات والمناقصات بعض الإغراءات تَصلُ إلى الملايين، المؤمن يُغرى بالملايين، ولكنه يأبى أن يأكل دِيناراً واحداً من حرام!..

فإذن، إن الإنسان الذي يصل في آخرِ شَهرِ رمضان إلى هذهِ المرتبة من: التعالي عَلى الغضب، والتعالي على فتنة النساء، والتعالي على فتنة المال الحرام؛ يكون قد وصل إلى الكمال الباطني!.. هذهِ هي الامتحانات المتعارفة، كُلُّ إنسان فلينظر إلى قلبه، فالوصول إلى الكمال ليس بعدد الختمات، البعض يفتخر بأنه ختم القرآن الكريم عدة مرات؛ ولكن ما قيمةُ هذهِ الختمات إن كان مازال على غضبه وشهوته وميله للحرام؟!.. هذهِ الخَتمات لَها أجور، ولكن الباطن إلى أينَ وَصل؟.. فالبعضُ يقرأ كُتبَ الطِب وفيها كُلُّ الأمراض؛ ما قيمةُ هذهِ القراءة؟!.. كذلك من يقرأ كِتابَ اللهِ عَزَّ وجل وفيه ما فيه من الأمراض الباطنية، فمثله كمثل هذا الإنسان!..

خامساً: ينبغي للمؤمن في الساعة الأخيرة من شَهرِ رمضان المُبارك أن يقرأ دُعاء مكارم الأخلاق للإمام زَين العابدين (عليه السلام)، هذا الدُعاء هو القانون الأساسي، والمسطرة التي بِها يعلم استقامته!.. إن قرأ هذا الدُعاء ورأى المضامين كُلها منطبقة عليه؛ فهو على نهج إمامه زين العابدين، وإلا فليذهب وليعد الحِسابات من جَديد!..

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.