Search
Close this search box.

باب في أعمال نهار الجُمعة أورده الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان، وهو متوفر في موقع السراج. لقد استعرض فيه الرويات التي تبين فضل هذا اليوم والأعمال الواردة فيه والسور القرآنية التي يستحب قراءتها في يوم الجمعة.

Layer 5

وأمّا أعمال نهار الجمعة فكثيرة ونحن هنا نقتصر على عدةٍ منها:
الأول: أن يقرأ في الركعة الاُولى من صلاة الفجر سورة الجمعة وفي الثانية سورة التوحيد.
الثاني: أن يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة الغداة قبل أن يتكلّم ليكون ذلك كفارة ذنوبه من جمعةٍ الى جمعة:

اللهُمَّ ما قُلتُ في جُمُعَتي هذهِ مِن قَولٍ، أو حَلَفتُ فيها مِن حَلفٍ، أو نَذَرتُ فيها مِن نَذرٍ فَمَشيئَتُكَ بَينَ يَدَي ذلكَ كُلِّهِ، فَما شِئتَ مِنهُ أن يَكونَ كانَ، وَمالَم تَشَأ مِنهُ لَم يَكُن. اللهُمَّ اغفِر لي وَتَجاوَز عَنّي، اللهُمَّ مَن صَلَّيتَ عَلَيهِ فَصَلاتي عَلَيهِ، وَمَن لَعَنتَ فَلَعنَتي عَلَيهِ.
وليؤدّي هذا العمل لا أقلّ من مرّة في كلّ شهر.
وروي أنّ من جلس يوم الجمعة يعقب إلى طلوع الشمس رفع له سبعون درجة في الفردوس الأعلى.
وروى الشّيخ الطوسي أنّ من المسنون هذا الدعاء في تعقيب فريضة الفجر يوم الجمعة:

اللهُمَّ إنّي تَعَمَّدتُ إلَيكَ بِحاجَتي، وَأنزَلتُ إلَيكَ اليَومَ فَقري وَفاقَتي وَمَسكَنَتي، فَأنا لِمَغفِرَتِكَ أرجى مِنّي لِعَمَلي، وَلَمَغفِرَتُكَ وَرَحمَتُكَ أوسَعُ مِن ذُنوبي، فَتَوَلَّ قَضاءَ كُلِّ حاجَةٍ لي بِقُدرَتِكَ عَلَيها وَتَيسير ذلِكَ عَلَيكَ، وَلِفَقري إلَيكَ، فَإنّي لَم اُصِب خَيراً قَطُّ إلاّ مِنكَ، وَلَم يَصرِف عَنّي سوءاً قَطُّ أحَدٌ سِواكَ، وَلَستُ أرجو لآخِرَتي وَدُنيايَ وَلا ليَومِ فَقري يَوم يُفرِدُني النَّاسُ في حُفرَتي وَأُفضي إلَيكَ بِذَنبي سِواكَ.
الثّالث: روي أنّ من قال بعد فريضة الظّهر وفريضة الفجر في يوم الجمعة وغيره من الأيام: اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّل فَرَجَهُم . لم يمت حتّى يدرك القائم (عليه السلام) وإن قاله مائة مرّة قضى الله له ستّين حاجة ثلاثين من حاجات الدّنيا وثلاثين من حاجات الآخرة.
الرّابع: أن يقرأ سورة الرّحمن بعد فريضة الصبح فيقول بعد:
فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ: لا بِشَيءٍ مِن آلائِكَ رَبِّ أُكَذِّبُ.
الخامس: قال الشيخ الطّوسي رضي الله عنه: من المسنون بعد فريضة الصبح يوم الجمعة أن يقرأ التّوحيد مائة مرّة ويصلّي على محمّدٍ وآل محمّدٍ مائة مرّة ويستغفر مائة مرّة ويقرأ سورة النّساء وهود والكهف والصّافات والرّحمن.
السّادس: أن يقرأ سورة الأحقاف والمؤمنون.
فعن الصّادق (عليه السلام) قال: «من قرأ كلّ ليلة من ليالي الجمعة أو كلّ يوم من أيامها سورة الأحقاف لم يصبه الله بروعة في الحياة الدنيا وآمنه من فزع يوم القيامة إن شاء الله».
وقال أيضاً: «من قرأ سورة المؤمنون ختم الله له بالسّعادة إذا كان يدمن قراءتها في كلّ جمعة، وكان منزله في الفردوس الأعلى مع النّبيّين والمرسلين».
السّابع: أن يقرأ سورة قل يا أيّها الكافرون قبل طلوع الشّمس عشر مرّات ثمّ يدعو ليستجاب دعاؤه.
وروي أنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) كان إذا أصبح الصّباح يوم الجمعة أخذ في قراءة آية الكرسي الى الظّهر، ثمّ إذا فرغ من الصلاة أخذ في قراءة سورة إنّا أنزَلناهُ، واعلم أنّ لقراءة آية الكرسي على التّنزيل في يوم الجمعة فضلاً كثيراً.
الثّامن: أن يغتسل وذلك من أكيد السّنن. وروي عن النّبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال لعليّ (عليه السلام): «يا عليّ اغتسل في كلّ جمعة ولو أنّك تشتري الماء بقوت يومك وتطويه، فإنّه ليس شيء من التطوّع أعظم منه».
وعن الصّادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال: «من اغتسل يوم الجمعة فقال:

أشهَدُ أن لا إلهَ إلاّ الله وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسولُهُ. اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجعَلني مِنَ التَّوَّابينَ، وَاجعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ. كان طهراً من الجمعة الى الجمعة» أي طهراً من ذنوبه أو أنّ أعماله وقعت على طهر معنوي وقبلت، والأحوط أن لا يدع غسل الجمعة ما تمكّن منه، ووقته من بعد طلوع الفجر الى زوال الشّمس، وكلّما قرب الوقت الى الزّوال كان أفضل.
التّاسع: أن يغسل الرأس بالخطميّ فإنّه أمان من البرص والجنون.
العاشر: أن يقصّ شاربه ويقلّم أظفاره فلذلك فضل كثير يزيد في ‌الرّزق ويمحو الذّنوب الى الجمعة القادمة ويوجب الأمن من الجنون والجذام والبرص وليقل حينئذ:
بِسمِ الله وَبِاللهِ، وَعَلى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. وليبدأ في تقليم الأظفار بالخنصر من اليد اليسرى، ويختم بالخنصر من اليد اليمنى، وكذا في تقليم أظفار الرّجل ثمّ ليدفن فضول الاظافير.
الحادي عشر: أن يتطيّب، ويلبس صالح ثيابه.
الثّاني عشر: أن يتصدّق، فالصّدقة تضاعف على بعض الروايات في ليلة الجمعة ونهارها ألف ضعفها في سائر الأوقات.
الثّالث عشر: أن يطرف أهله في كلّ جمعة بشيء من الفاكهة واللّحم حتّى يفرحوا بالجمعة.
الرّابع عشر: أكلّ الرمّان على الرّيق وأكلّ سبعة أوراق من الهندباء قبل الزّوال.
وعن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: «من أكلّ رمّانة يوم الجمعة على الرّيق نوّرت قلبه أربعين صباحاً فإن أكلّ رمّانتين فثمانين يوماً فإن أكلّ ثلاثاً فمائة وعشرين يوماً وطردت عنه وسوسة الشّيطان ومن طردت عنه وسوسة الشّيطان لم يعص الله ومن لم يعص الله أدخله الله الجنّة.
وقال الشّيخ في (المصباح): وروي في أكلّ الرمان في يوم الجمعة وليلتها فضلٌ كثير.
الخامس عشر: أن يتفرّغ فيه لتعلّم أحكام دينه لا أن ينفق يومه هذا في التجوال في بساتين النّاس ومزارعهم ومصاحبة الأراذل والاوباش والتّهكّم والتحدّث عن عيوب النّاس والاستغراق في الضّحك والقهقهة وإنشاد القريض والخوض في الباطل وأمثال ذلك، فإنّ ما يترتبّ على ذلك من المفاسد أكثر من أن يذكر.
وعن الصّادق (عليه السلام) قال: «أُفٍّ على مسلم لم ينفق من اسبوعه يوم الجمعة في تعلّم دينه ولم يتفرّغ فيه لذلك».
وعن النّبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «إذا رأيتم يوم الجمعة شيخاً يقصّ على النّاس تاريخ الكفر والجاهليّة فارموا رأسه بالحصى».
السّادس عشر: أن يصلّي على النبّي وآله ألف مرّة.
وعن الباقر (عليه السلام) قال: «ما من شيءٍ من العبادة يوم الجمعة أحبّ إليّ من الصّلاة على محمّدٍ وآله الأطهار (صلّى الله عليهم أجمعين)».
أقول: فإن لم تسنح له الفرصة بالصّلاة ألف مرّة فلا أقـلّ من المائة مرّة ليكون وجهه يوم الحساب مشرقاً.
وروي: «إنّ من صلّى على محمّدٍ وآله يوم الجمعة مائة مرّة وقال مائة مرّة:
أستَغفِرُ الله رَبّي وَأتوبُ إلَيهِ، وقرأ التّوحيد مائة مرّة غفر له ألبتّه».
وروي أيضاً: «إنّ الصلاة على محمّدٍ وآله بين الظّهر والعصر تعدل سبعين حجّة».
السّابع عشر: أن يزور النّبي والأئمّة الطّاهرين (سلام الله عليهم أجمعين)، وستأتي كيفيّة الزيارة في باب الزيارات.
الثّامن عشر: أن يزور الأموات، ويزور قبر أبويه أو أحدهما.
وعن الباقر (عليه السلام) قال: «زوروا الموتى يوم الجمعة فإنّهم يعلمون بمن أتاهم ويفرحون».
التّاسع عشر: أن يقرأ دعاء النّدبة وهو من أعمال الأعياد الأربعة وسياتي في محلّه إن شاء الله تعالى.
العشرون: اعلم أنّه قد ذكر ليوم الجمعة صلوات كثيرة سوى نافلة الجمعة التي هي عشرون ركعة، وصفتها على المشهور أن يصلّي ست ركعات منها عند انبساط الشّمس، وستّاً عند ارتفاعها، وستّاً قبل الزّوال، وركعتين بعد الزّوال قبل الفريضة، أو أن يصلّي السّت ركعات الاُولى بعد صلاة الجمعة أو الظّهر على ما هو مذكور في كتب الفقهاء وفي (المصابيح).
وينبغي هنا إيراد عدّة من تلك الصلوات المذكورة ليوم الجمعة وإن كان أكثرها لا يخصّ يوم الجمعة ولكنّها في يوم الجمعة أفضل من تلك الصلوات.

الصلاة الكاملة
التي رواها الشّيخ والسيّد والشّهيد والعلاّمة وغيرهم بأسانيد عديدة معتبرة عن الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (صلوات الله وسلامه عليهما) عن آبائه الكرام عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «من صلّى يوم الجمعة قبل الزّوال أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد عشر مرّات وكلّاً من:
قُل أعوذُ بِرَبِّ النّاسِ، و قُل أعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ، وقُل هُوَ الله أحَدٌ، و قُل يا أيُّها الكافِرونَ ومثلها آية الكرسي» وفي رواية اُخرى: يقرأ أيضاً عشر مرّات: إنَّا أنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ، وعشر مرّات آية:شَهِدَ اللهُ، وبعد فراغه من الصلاة يستغفر الله مائة مرّة ويقول: سُبحانَ اللهِ، وَالحَمدُ للهِ وَلا إلهَ إلاّ الله وَاللهُ أكبَرُ وَلا حَولَ وَلا قوَّةَ إلاّ بِالله العَلي العَظيمِ، مائة مرّة ويصلّي على محمّد وآل محمّد مائة مرّة، من صلّى هذه الصلاة دفع الله عنه شر أهل السّماء وأهل الأرض وشر الشّيطان وشرّ كلّ سلطان جائر».
صلاة اُخرى: روى الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «إن استطعت أن تصلّي يوم الجمعة عشر ركعات تتمّ سجودهنّ وركوعهنّ وتقول فيما بين كلّ ركعتين:
سُبحانَ اللهِ وَبِحَمدِهِ مائة مرّة فافعل فإنّ لهما فضلاً عظيماً».
صلاة اُخرى: بسند معتبر عن الصّادق (عليه السلام) قال: «من قرأ سورة ابراهيم وسورة الحجر في ركعتين جميعاً في يوم الجمعة لم يصبه فقر أبداً ولا جنون ولا بلوى».

Layer 5