Search
Close this search box.

أعمال شهر شعبان العامة التي ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وشهر شعبان هو شهر شريف ومنسوب إلى رسول الله (ص) وكان النبي يجتهد في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه وقد ورد حث كبير على صيام هذا الشهر وكثرة الاستغفار، وهي متوفرة لكم في موقع السراج.

Layer 5

في فضل شهر شعبان والأعمال الواردة فيه
فضل شهر شعبان
اعلم أنّ شهر شعبان شهر شريف وهو منسوب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان (صلى الله عليه وآله) يصوم هذا الشهر ويوصل صيامه بشهر رمضان، وكان (صلى الله عليه وآله) يقول: «شعبان شهري من صام يوماً من شهري وجبت له الجنة».
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «كان السجاد (عليه السلام) إذا دخل شعبان جمع أصحابه وقال (عليه السلام) : يا أصحابي، أتدرون ما هذا الشهر ؟ هذا شهر شعبان».
وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: «شعبان شهري» فصوموا هذا الشهر حباً لنبيكم وتقرّباً إلى ربكم اُقسم بمن نفسي بيده، لقد سمعت أبي الحسين (عليه السلام) يقول: «سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: من صام شعبان حبّاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وتقرّباً إلى الله أحبه الله وقرّبه إلى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنة».
وروى الشيخ عن صفوان الجمّال قال: قال لي الصادق (عليه السلام) : «حثّ من في ناحيتك على صوم شعبان. فقلت: جعلت فداك ترى فيه شيئاً؟ فقال: نعم، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة: يا أهل يثرب! إني رسولُ رسولِ الله (صلى الله عليه وآله) إليكم، ألا إنّ شعبان شهري، فرحم الله من أعانني على شهري، ثمّ قال: إنّ أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) كان يقول: ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينادي في شعبان، ولن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله تعالى، ثمّ كان (عليه السلام) يقول: صوم شهرين متتابعين توبة من الله».
وروى اسماعيل بن عبد الخالق قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) فجرى ذكر صوم شعبان فقال الصادق (عليه السلام) : «إنّ في فضل صوم شعبان كذا وكذا حتى إنّ الرجل ليرتكب الدم الحرام فيغفر له».
واعلم أنّ ما ورد في هذا الشهر الشريف من الأعمال نوعان: أعمال عامّة تؤتى في جميع الشهر، وأعمال خاصّة تخصّ أياماً أو ليالي خاصّة منه، والأعمال العامّة هي ما يلي:
أعمال شهر شعبان العامة
الأول: أن يقول في كلّ يوم سبعين مرّة:
استَغفِرُ الله وَأسألُهُ التَّوبَةَ.
الثاني: أن يستغفر كلّ يوم سبعين مرّة قائلاً: أستَغفِرُ الله الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ الحَيُّ القَيّومُ وَأتوبُ إلَيهِ، ووردت كلّمة الحي القيوم في بعض الروايات قبل كلّمة الرحمن الرحيم. وبأيّ الروايتين عمل فقد أحسن، والاستغفار كما يستفاد من الروايات أفضل الأدعية والأذكار في هذا الشهر، ومن استغفر في كلّ يوم من هذا الشهر سبعين مرّة كان كمن استغفر الله سبعين ألف مرّة في سائر الشهور.
الثالث: أن يتصدّق في هذا الشهر ولو بنصف تمرّة ليحرّم الله جسده على النار. وعن الصادق (عليه السلام) أنّه سئل عن صوم رجب فقال: «أين أنتم عن صوم شعبان؟» فقال الراوي: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما ثواب من صام يوماً من شعبان؟ فقال: «الجنة والله». فقال الراوي: ما أفضل ما يفعل فيه؟ قال: «الصدقة والاستغفار ومن تصدّق بصدقة في شعبان ربّاها الله تعالى كما يربّي أحدكم فصيله حتى يوافى يوم القيامة وقد صار مثل اُحد».

الرابع: أن يقول في شعبان ألف مرّة: لا إلهَ إلاّ الله وَلا نَعبُدُ إلاّ إياهُ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ. ولهذا العمل الشريف أجر عظيم ويكتب لمن أتى به عبادة ألف سنة.
الخامس: أن يصلّي في كلّ خميس من شعبان ركعتين يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وقل هو الله أحد مائة مرّة، فإذا سلّم صلّى على النبي وآله مائة مرّة ليقضي الله له كلّ حاجة من اُمور دينه ودنيا ه ويستحب صيامه أيضاً، ففي الحديث: «تتزيّن السّماوات في كلّ خميس من شعبان فتقول الملائكة: إلهنا اغفر لصائمه وأجب دعائه».
وفي (النبوي): «من صام يوم الاثنين والخميس من شعبان قضى الله له عشرين حاجة من حوائج الدنيا وعشرين حاجة من حوائج الآخرة».
السادس: الإكثار في هذا الشهر من الصلاة على محمد وآله.
الصلوات عند الزوال في كل يوم من شعبان
السابع: أن يصلّي عند كلّ زوال من أيام شعبان، وفي ليلة النصف منه بهذه الصلوات المرويّة عن السجاد (عليه السلام):
«اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبوَّةِ وَمَوضِعِ الرِّسالَةِ وَمُختَلَفِ المَلائِكَةِ وَمَعدِنِ العِلمِ وَأهلِ بَيتِ الوَحيِ.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الفُلكِ الجاريَةِ في اللُّجَجِ الغامرّة يأمَنُ مَن رَكِبَها وَيَغرَقُ مَن تَرَكَها المُتَقَدِّمُ لَهُم مارِقٌ وَالمُتَأخِرُ عَنهُم زاهِقٌ وَاللازِمُ لَهُم لاحِقٌ.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الكَهفِ الحَصينِ وَغياثِ المُضطَرِّ المُستَكينِ وَمَلجَأ الهارِبينَ وَعِصمَةِ المُعتَصِمينَ.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كَثيرَةً تَكونُ لَهُم رِضاً وَلِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أداءً وَقَضاءً بِحَولٍ مِنكَ وَقوَّةٍ يا رَبَّ العالَمينَ.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبينَ الأبرارِ الأخيارِ الَّذينَ أوجَبتَ حُقوقَهُم وَفَرَضتَ طاعَتَهُم وَوِلايَتَهُم.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاعمُر قَلبي بِطاعَتِكَ وَلا تُخزِني بِمَعصيَتِكَ وَارزُقني مواساةَ مَن قَتَّرتَ عَلَيهِ مِن رِزقِكَ بِما وَسَّعتَ عَلَيَّ مِن فَضلِكَ وَنَشَرتَ عَلَيَّ مِن عَدلِكَ وَأحيَيتَني تَحتَ ظِلِّكَ، وَهذا شَهرُ نَبيِّكَ سَيِّدِ رُسُلِكَ شَعبانُ الَّذي حَفَفتَهُ مِنكَ بِالرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ الَّذي كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ [وسَلَّم] يَدأبُ في صيامِهِ وَقيامِهِ في لياليهِ وَأيامِهِ بُخوعاً لَكَ في إكرامِهِ وَإعظامِهِ إلى مَحَلِّ حِمامِه.
اللهُمَّ فَأعِنَّا عَلى ‌الاستِنانِ بِسُنَّتِهِ فيهِ وَنَيلِ الشَّفاعَةِ لَدَيهِ، اللهُمَّ وَاجعَلهُ لي شَفيعاً مُشَفَّعاً وَطَريقاً إلَيكَ مَهيَعاً وَاجعَلني لَهُ مُتَّبِعاً حَتى ألقاكَ يَومَ القيامة عَنّي راضياً وَعَن ذُنوبي غاضياً قَد أوجَبتَ لي مِنكَ الرَّحمَةَ وَالرِّضوانَ وَأنزَلتَني دارَ القَرارِ وَمَحَلَّ الأخيارِ».
المناجات الشعبانية
الثامن: أن يقرأ هذه المناجاة التي رواها ابن خالويه وقال: إنها مناجاة أمير المؤمنين والأئمة من ولده (عليهم السلام) كانوا يدعون بها في شهر شعبان:

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسمَع دُعائي إذا دَعَوتُكَ وَاسمَع نِدائي إذا نادَيتُكَ وَاقبِل عَلَيَّ إذا ناجَيتُكَ، فَقَد هَرَبتُ إلَيكَ وَوَقَفتُ بَينَ يَدَيكَ مُستَكيناً لَكَ مُتَضَرِّعاً إلَيكَ راجياً لِما لَدَيكَ ثَوابي وَتَعلَمُ ما في نَفسي وَتُخبِرُ حاجَتي وَتَعرِفُ ضَميري، وَلا يَخفى عَلَيكَ أمرُ مُنقَلَبي وَمَثوايَ وَما اُريدُ أن أُبديَ بِهِ مِن مَنطِقي وَأتَفَوَّهُ بِهِ مِن طَلِبَتي وَأرجوهُ لِعاقِبَتي، وَقَد جَرَت مَقاديرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدي فيما يَكونُ مِنّي إلى آخِرِ عُمري مِن سَريرَتي وَعَلانيَّتي وَبيَدِكَ لا بيَدِ غَيرِكَ زيادَتي وَنَقصي وَنَفعي وَضَرّي، إلهي إن حَرَمتَني فَمَن ذا الَّذي يَرزُقُني وَإن خَذَلتَني فَمَن ذا الَّذي يَنصُرُني، إلهي أعوذُ بِكَ مِن غَضَبِكَ وَحُلولِ سَخَطِكَ، إلهي إن كُنتُ غَيرَ مُستَأهِلٍ لِرَحمَتِكَ فَأنتَ أهلٌ أن تَجودَ عَلَيَّ بِفَضلِ سَعَتِكَ، إلهي كَأنّي بِنَفسي وَاقِفَةٌ بَينَ يَدَيكَ وَقَد أظَلَّها حُسنُ تَوَكُّلي عَلَيكَ فَقُلتَ ما أنتَ أهلُهُ وَتَغَمَّدتَني بِعَفوِكَ، إلهي إن عَفَوتَ فَمَن أولى مِنكَ بِذلِكَ وَإن كانَ قَد دَنا أجَلي وَلَم يُدنِني مِنكَ عَمَلي فَقَد جَعَلتُ الإقرارَ بِالذَّنبِ إلَيكَ وَسيلَتي، إلهي قَد جُرتُ عَلى نَفسي في النَّظَرِ لَها فَلَها الوَيلُ إن لَم تَغفِر لَها، إلهي لَم يَزَل بِرُّكَ عَلَيَّ أيامَ حياتي فَلا تَقطَع بِرَّكَ عَنّي في مَماتي، إلهي كَيفَ آيَسُ مِن حُسنِ نَظَرِكَ لي بَعدَ مَماتي وَأنتَ لَم توَلِّني إلاّ الجَميلَ في حياتي، إلهي تَوَلَّ مِن أمري ما أنتَ أهلُهُ وَعُد عَلَيَّ بِفَضلِكَ عَلى مُذنِبٍ قَد غَمَرَهُ جَهلُهُ، إلهي قَد سَتَرتَ عَلَيَّ ذُنوباً في الدُّنيا وَأنا أحوَجُ إلى سَترِها عَلَيَّ مِنكَ في الاُخرى إذ لَم تُظهِرها لأحَدٍ مِن عِبادِكَ الصّالِحينَ فَلا تَفضَحني يَومَ القيامة عَلى رؤوسِ الأشهادِ، إلهي جودُكَ بَسَطَ أمَلي وَعَفوُكَ أفضَلُ مِن عَمَلي، إلهي فَسُرَّني بِلِقائِكَ يَومَ تَقضي فيهِ بَينَ عِبادِكَ، إلهي اعتِذاري إلَيكَ اعتذارُ مَن لَم يَستغنِ عَن قَبولِ عُذرِهِ فَاقبَل عُذري يا أكرَمَ مَن اعتَذَرَ إلَيهِ المُسيئونَ، إلهي لاتَرُدَّ حاجَتي وَلاتُخَيِّب طَمَعي وَلاتَقطَع مِنكَ رَجائي وَأمَلي، إلهي لَو أرَدتَ هَواني لَم تَهدِني وَلَو أرَدتَ فَضيحَتي لَم تُعافِني، إلهي ما أظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَةٍ قَد أفنَيتُ عُمري في طَلَبِها مِنكَ، إلهي فَلَكَ الحَمدُ أبَداً أبَداً دائِماً سَرمَداً يَزيدُ وَلا يَبيدُ كَما تُحِبُّ وَتَرضى، إلهي إن أخَذتَني بِجُرمي أخَذتُكَ بِعَفوِكَ وَإن أخَذتَني بِذُنوبي أخَذتُكَ بِمَغفِرَتِكَ وَإن أدخَلتَني النَّارَ أعلَمتُ أهلَها أنّي اُحِبُّكَ، إلهي إن كانَ صَغُرَ في جَنبِ طاعَتِكَ عَمَلي فَقَد كَبُرَ في جَنبِ رَجائِكَ أمَلي، إلهي كَيفَ أنقَلِبُ مِن عِندِكَ بِالخَيبَةِ مَحروماً وَقَد كانَ حُسنُ ظَنّي بِجودِكَ أن تَقلِبَني بالنَّجاةِ مَرحوماً، إلهي وَقَد أفنَيتُ عُمري في شِرَّةِ السَّهوِ عَنكَ وَأبلَيتُ شَبابي في سَكرَةِ التَّباعُدِ مِنكَ، إلهي فَلَم أستَيقِظ أيامَ اغتِراري بِكَ وَرُكوني إلى سَبيلِ سَخَطِكَ، إلهي وَأنا عَبدُكَ وَابنُ عَبدِكَ قائِمٌ بَينَ يَدَيكَ مُتَوَسِّلُّ بِكَرَمِكَ إلَيكَ، إلهي أنا عَبدٌ أتَنَصَّلُ إلَيكَ مِمَّا كُنتُ أواجِهُكَ بِهِ مِن قِلَّةِ استِحيائي مِن نَظَرِكَ وَأطلُبُ العَفوَ مِنكَ إذِ العَفوُ نَعتٌ لِكَرَمِكَ، إلهي لَم يَكُن لي حَولٌ فَأنتَقِل بِهِ عَن مَعصيَتِكَ إلاّ في وَقتٍ أيقَظتَني لِمَحَبَّتِكَ وَكَما أرَدتَ أن أكونَ كُنتُ فَشَكَرتُكَ بإدخالي في كَرَمِكَ وَلِتَطهيرِ قَلبي مِن أوساخِ الغَفلَةِ عَنكَ. إلهي انظُر إلَيَّ نَظَرَ مَن نادَيتَهُ فَأجابَكَ وَاستَعمَلتَهُ بِمَعونَتِكَ فَأطاعَكَ يا قَريباً لا يَبعُدُ عَن المُغتَرِّ بِهِ يا جَواداً لا يَبخلُ عَمَّن رَجا ثَوابَهُ، إلهي هَب لي قَلباً يُدنيهِ مِنكَ شَوقُهُ وَلِساناً يُرفَعُ إلَيكَ صِدقُهُ وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنكَ حَقُّهُ، إلهي إنَّ مَن تَعَرَّفَ بِكَ غَيرُ مَجهولٍ وَمَن لاذَ بِكَ غَيرُ مخذولٍ وَمَن أقبَلتَ عَلَيهِ غَيرُ مَملوكٍ.
إلهي إنَّ مَن انتَهَجَ بِكَ لَـمُستَنيرٌ وَإنَّ مَنِ اعتَصَمَ بِكَ لَـمُستَجيرٌ وَقَد لُذتُ بِكَ يا إلهي فَلا تُخَيِّب ظَنّي مِن رَحمَتِكَ وَلا تَحجُبني عَن رَأفَتِكَ، إلهي أقِمني في أهلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَن رَجا الزّيادَةَ مِن محَبَّتِكَ، إلهي وَألهِمني وَلَهاً بِذِكرِكَ إلى ذِكرِكَ وَهِمَّتي في رَوحِ نَجاحِ أسمائِكَ وَمَحَلِّ قُدسِكَ. إلهي بِكَ عَلَيكَ إلاّ ألحَقتَني بِمَحَلِّ أهلِ طاعَتِكَ وَالمَثوى الصَّالِحِ مِن مَرضاتَِك فَإنّي لا أقدِرُ لِنَفسي دَفعاً وَلا أملِكُ لَها نَفعاً، إلهي أنا عَبدُكَ الضَّعيفُ المُذنِبُ وَمَملوكُكَ المُنيبُ فَلا تَجعَلني مِمَّن صَرَفتَ عَنهُ وَجهَكَ وَحَجَبَهُ سَهوُهُ عَن عَفوِكَ، إلهي هَب لي كَمال الانقطاعِ إلَيكَ وَأنِر أبصارَ قُلوبنا بِضياءِ نَظَرِها إلَيكَ حَتّى تَخرِقَ أبصارُ القُلوبِ حُجُبَ النّورِ فَتَصِلَ إلى مَعدِنِ العَظَمَةِ وَتَصيرَ أرواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدسِكَ.
إلهي وَاجعَلني مِمَّن نادَيتَهُ فَأجابَكَ وَلاحَظتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ فَناجَيتَهُ سِرَّا وَعَمِلَ لَكَ جَهراً، إلهي لَم اُسَلِّط عَلى حُسنِ ظَنّي قُنوطَ الأياسِ وَلا انقَطَعَ رَجائي مِن جَميلِ كَرَمِكَ، إلهي إن كانَتِ الخطايا قَد أسقَطَتني لَدَيكَ فَاصفَح عَنّي بِحُسنِ تَوَكُّلي عَلَيكَ، إلهي إن حَطَّتني الذُّنوبُ مِن مَكارِمِ لُطفِكَ فَقَد نَبَّهَني اليَّقينُ إلى كَرَمِ عَطفِكَ، إلهي إن أنامَتني الغَفلَةُ عَنِ الاستِعدادِ لِلِقائِكَ فَقَد نَبَّهَتني المَعرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ، إلهي إن دَعاني إلى النَّارِ عَظيمُ عِقابِكَ فَقَد دَعاني إلى الجَنَّةِ جَزيلُ ثَوابِكَ، إلهي فَلَكَ أسألُ وَإلَيكَ أبتَهِلُ وَأرغَبُ وَأسألُكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَجعَلَني مِمَّن يُديمُ ذِكرَكَ وَلا يَنقُضُ عَهدَكَ وَلا يَغفَلُ عَن شُكرِكَ وَلا يَستَخِفُّ بِأمرِكَ، إلهي وَألحِقني بِنورِ عِزِّكَ الأبهَجِ فَأكونَ لَكَ عارِفاً وَعَن سِواكَ مُنحَرِفاً وَمِنكَ خائِفاً مُراقِباً يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ وَصلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ رَسولِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسليماً كَثيراً.
وهذه مناجاة جليلة القدر منسوبة إلى أئمتنا (عليهم السلام) مشتملة على مضامين عالية، ويحسن أن يُدعى بها عند حضور القلب متى كان.

Layer 5