تأملات في سورة النصر (2)
- إن الحاجة إلى الذكر تتأكد عند وجود ما يشغل الإنسان عن ذكر ربه ومنها ساحة القتال ومافيه من لوازم النصر ، لذا ورد الأمر بالذكر ( فسبح بحمد ربك واستغفره ) .
- إن المؤمن المجاهد لا يترك الذكر حتى في ساحة الجهاد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواوَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وأمير المؤمنين (عليه السلام) يضرب المثل في عبادته ، حيث لم يترك صلاة الليل حتى في معركة صفين في ليلة الهرير الموحشة .
- إن التسبيح هو تنزيه الرب جل وعلا من النقص يكون بالحمد والثناء ، إذ لا يستحق المحمود الثناء إلا إذا كان خالياً من العيب في الذات والصفات .
- إن التسبيح ( فسبح بحمد ربك ) هو غرض العبد ولكن يستعين بحمد الله وفضله ، كما يسند العبد أفعال الخير إلى نفسه حامداً لله تعالى على التوفيق .
- إن أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالاستغفار ( فسبح بحمد ربك واستغفره ) قد يكون لاقتداء الغير تأسياً به (صلى الله عليه وآله) .
- إن استغفار الأنبياء قد يكون لترك الأولى وماهو الأفضل ، وهذا الترك لا ينافي العصمة ، ومع ذلك يوجب حالة من الاستحياء بين يدي الله تعالى بما يستدعي الاستغفار.
- إن الاستغفار قد يكون من لوازم طي المنازل في السير إلى الله عز وجل ، فإن المرتحل من منزل عال إلى أعلى يرى وكأنه كان في نقص وتقصير باعتبار المنزل السابق .