Search
Close this search box.

أعمال الليلة الواحدة والعشرون من شهر رمضان المبارك وهي الليلة الثانية من ليالي القدر العظيمة وفيها كثير من الأعمال المأثورة كالغسل وزيارة الحسين وغيرها من الأعمال الجليلة التي ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان، وهي متوفرة لكم في موقع السراج.

Layer 5

وفضلها أعظم من اللّيلة التّاسعة عشر، وينبغي أن يؤدّي فيها الأعمال العامة لليالي القدر من الغُسل والإحياء والزيارة والصلاة ذات التوحيد سبع مرّات ووضع المصحف على الرأس ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلك وقد اكدت الأحاديث استحباب الغسل والإحياء والجدّ في العبادة في هذه اللّيلة والليلة الثّالثة والعشرين وإنّ ليلة القدر هي احدهما وقد سئل المعصوم (عليه السلام) في عدة أحاديث عن ليلة القدر أي الليلتين هي فلم يعيّن بل قال: «ما أيسر ليلتين فيما تطلب» أو قال: «ما عليك أن تفعل خيراً في ليلتين». ونحو ذلك.
وقال شيخنا الصّدوق فيما املى على المشايخ في مجلس واحد من مذهب الامامية: ومن احيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل وليبدأ من هذه الليلة في دعوات العشر الأواخر من الشّهر.
منها: هذا الدّعاء وقد رواه الكليني في (الكافي) عن الصادق (عليه السلام) قال: «تقول في العشر الأواخر من شهر رمضان كلّ ليلة:
أعوذُ بِجَلالِ وَجهِكَ الكَريمِ أن يَنقَضيَ عَنّي شَهرُ رَمَضانَ أو يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذِهِ وَلَكَ قِبَلي ذَنبٌ أو تَبِعَةٌ تُعَذِّبُني عَلَيهِ».
وروى الكفعمي في هامش كتاب (البلد الامين): أنّ الصادق (عليه السلام) كان يقول في كلّ ليلة من العشر الاواخر بعد الفرائض والنوافل: «اللَّهُمَّ أدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِن شَهرِ رَمَضانَ وَاغفِر لَنا تَقصيرَنا فيهِ، وَتَسَلَّمهُ مِنّا مَقبولاً، وَلا تُؤاخِذنا بِإسرافِنا عَلى أنفُسِنا، وَاجعَلنا مِنَ المَرحومينَ وَلا تَجعَلنا مِنَ المَحرومينَ».
وقال: «من قاله غفر الله له ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر وعصمه من المعاصي فيما بقي منه».
ومنها: ما رواه السيّد ابن طاووس في (الاقبال): عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال: كان الصادق (عليه السلام) يقول في كلّ ليلة من العشر الاواخر:

اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ شَهرُ رَمَضانَ الَّذي اُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَعَظَّمتَ حُرمَةَ شَهرِ رَمَضانَ بِما أنزَلتَ فيهِ مِنَ القُرآنِ وَخَصَصتَهُ بِلَيلَةِ القَدرِ وَجَعَلتَها خَيراً مِن ألف شَهرٍ. اللَّهُمَّ وَهذِهِ أيامُ شَهرِ رَمَضانَ قَد انقَضَت وَلياليهِ قَد تَصَرَّمَت، وَقَد صِرتُ يا إلهي مِنهُ إلى ما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي وَأحصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلقِ أجمَعينَ فأسألُكَ بما سألَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبونَ، وَأنبياؤُكَ المُرسَلونَ، وَعِبادُكَ الصّالِحونَ أن تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، وَتُدخِلَني الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ، وَأن تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبي، وَتَستَجيبَ دُعائي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالأمنِ يَومَ الخَوفِ مِن كُلِّ هَولٍ أعدَدتَهُ ليَومِ القيامة. إلهي وَأعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ، وَبِجَلالِكَ العَظيمِ أن يَنقَضيَ أيامُ شَهرِ رَمَضانَ وَلياليهِ وَلَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ تُؤاخِذُني بِهِ، أو خَطيئَةٌ تُريدُ أن تَقتَصَّها مِنّي لَم تَغفِرها لي سَيِّدي سَيِّدي سَيِّدي أسألُكَ يا لا إلهَ إلاّ أنتَ إذ لا إلهَ إلاّ أنتَ إن كُنتَ رَضيتَ عَنّي في هذا الشَّهرِ فَازدَد عَنّي رِضىً، وَإن لَم تَكُن رَضيتَ عَنّي فَمِن الآنَ فَارضَ عَنّي يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ، يا اللهُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا مَن لَم يَلِد وَلَم يولَد وَلَم يَكُن لَهُ كُفواً أحَدٌ.
وأكثر من قول: يا مُلَيِّنَ الحَديدِ لِداوُدَ (عليه السلام)، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَن أيّوبَ (عليه السلام)، أي مُفَرِّجَ هَمِّ يَعقوبَ (عليه السلام)، أي مُنَفِّسَ غَمِّ يوسُفَ (عليه السلام) ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أنتَ أهلُهُ أن تُصَلّيَ عَلَيهِم أجمَعينَ، وَافعَل بي ما أنتَ أهلُهُ، وَلا تَفعَل بي ما أنا أهلُهُ.
دعاء الليلة الحادية والعشرين
ومنها: ما رواه في (الكافي) مسنداً وفي (المقنعة) و(المصباح) مرسلاً: تقول أول ليلة منه أي في اللّيلة الحادية والعشرين:

يا مولِجَ اللَّيلِ في النَّهارِ، وَمولِجَ النَّهارِ في اللَّيلِ، وَمُخرِجَ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ، وَمُخرِجَ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ، يا رازِقَ مَن يَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ، يا اللهُ يا رَحمنُ، يا اللهُ يا رَحيمُ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ لَكَ الأسماءُ الحُسنى، وَالأمثالُ العُليا، وَالكِبرياءُ وَالآلاءُ، أسألُكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأن تَجعَلَ اسمي في هذِهِ اللّيلَةِ في السُّعَداءِ، وَروحي مَعَ الشُّهداء، وَإحساني في عِلّيّينَ، وَإساءَتي مَغفورَةً، وَأن تَهَبَ لي يَقيناً تُباشِرُ بِهِ قَلبي، وَإيماناً يُذهِبُ الشَّكَّ عَنّي، وَتُرضيَني بِما قَسَمتَ لي، وَآتِنا في الدُّنيا حَسَنَةً، وَفي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَريقِ، وَارزُقني فيها ذِكرَكَ وَشُكرَكَ وَالرَّغبَةَ إلَيكَ، وَالإنابَةَ وَالتَّوفيقَ لِما وَفَّقتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ وَ (عليهم السلام).
تتمة أعمال ليلة الحادي والعشرين
روى الكفعمي عن السيّد ابن باقي أنه: تقول في اللّيلة الحادية والعشرين:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقسِم لي حِلماً يَسُدُّ عَنّي بابَ الجَهلِ، وَهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِن كُلَّ ضَلالَةٍ، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنّي بابَ كُلّ فَقرٍ، وَقوَّةً تَرُدُّ بِها عَنّي كُلَّ ضَعفٍ، وَعِزاً تُكرِمُني بِهِ عَن كُلِّ ذُلَّ، وَرِفعَةً تَرفَعُني بِها عَن كُلِّ ضَعَةٍ، وَأمناً تَرُدُّ بِهِ عَنّي كُلَّ خَوفٍ، وَعافيَةً تَستُرُني بِها عَن كُلِّ بَلاءٍ، وَعِلماً تَفتَحُ لي بِهِ كُلَّ يَقينٍ، وَيَقيناً تُذهِبُ بِهِ عَنّي كُلَّ شَكٍّ، وَدُعاءً تَبسُطُ لي بِهِ الإجابَةَ في هذِهِ اللّيلَةِ وَفي هذِهِ السَّاعَةِ، السَّاعَةِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ يا كَريمُ، وَخَوفاً تَنشُرُ لي بِهِ كُلَّ رَحمَةٍ، وَعِصمَةً تَحولُ بِها بَيني وَبَينَ الذُّنوبِ حَتَّى اُفلِحَ بها عِندَ المَعصومينَ عِندَكَ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.
وروي عن حماد بن عثمان قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان فقال لي: «يا حماد اغتسلت؟» فقلت: نعم جعلت فداك، فدعا بحصير. ثمّ قال: «إلى لزقي فصلّ، فلم يزل يصلّي وأنا اُصلّي الى لزقه حتى فرغنا من جميع صلواتنا ثمّ أخذ يدعو وأنا اُؤمّن على دعائه الى أن اعترض الفجر فأذّن وأقام ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدّم فصلّى بنا الغداة فقرأ بفاتحة الكتاب وإنّا أنزلناه في ليلة القدر في الاُولى وفي الركعة الثّانية بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد، فلمّا فرغنا من التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على الله تعالى والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) والدّعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات خرّ ساجداً لا أسمع منه إلاّ النّفس ساعة طويلة ثمّ سمعته يقول: لا إلهَ إلاّ أنتَ مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأبصارِ… الى آخر الدّعاء المروي في (الاقبال).
وروى الكليني أنّه كان الباقر (عليه السلام) إذا كانت ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين أخذ في الدّعاء حتى يزول الليل (ينتصف) فإذا زال الليل صلّى، وروي أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان يغتسل في كلّ ليلة من هذا العشر، ويستحب الاعتكاف في هذا العشر وله فضل كثير وهو أفضل الأوقات للاعتكاف، وروي أنّه يعدل حجّتين وعمرتين وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا كان العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت له قبة من شعر وشمّر المئزر وطوى فراشه. واعلم أنّ هذه ليلة تتجدّد فيها أحزان آل محمّد وأشياعهم ففيها في سنة أربعين من الهجرة كانت شهادة مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وروي أنّه ما رفع حجر عن حجر في تلك اللّيلة إلاّ وكان تحته دماً عبيطاً كما كان ليلة شهادة الحسين (عليه السلام).
وقال المفيد (رحمه الله): ينبغي الإكثار في هذه اللّيلة من الصلاة على محمّد وآل محمّد والجدّ في اللّعن على ظالمي آل محمّد (عليهم السلام) واللّعن على قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام).

Layer 5