تفسير النصوص بالعلم الحديث
مضمون السؤال:
سمعت ان احد العلماء الغربيين جاء الى الجامعة منبهرا بما هو مضمون حديث الرسول ان ( نظافة الفم تجلو البصر) قائلا انه : ما كان في عهده أشعة ، ولا مختبرات .. والآن أثبت الطب أن هناك عروق من الأسنان تتصل بالعين ، فإذا تسوست الأسنان أو فسدت سرى ذلك التاثير إلى العين فأثر عليها .. ما رايك بهذا النمط من التحليل ؟!
مضمون الرد:
لا مانع من مثل هذه التحليلات العلمية ، ولكن لنا فى هذا المجال ملاحظتان : الاولى منها انه لا ينبغى الجزم بما جاءت به العلوم التجريبة الا فى فى الموارد التى ثبت فيها الامربشكل قاطع لا يمكن التغيير والتخلف عن النتيجة ، واما الموارد الاخرى التى من الممكن ان يتبدل فيه الراى ، فلا ينبغى تفسير القران والحديث به ، لئلا يوجب تشويشا و اضطرابا فى النفس لو ثبت لاحقا خلاف ذلك .. والملاحظة الثانية : انه لا بد من الالتفات الى ان خالق هذا الوجود هو الملهم للمصطفى (ص) ولعترته ، وعليه فلا لزوم للانبهار الشديد عندما نرى تطابقا بين الكشف العصرى والبيان الشرعى ، فان البعض يرى وكانه اكتشف شيئا غريبا جدا ، والحال ان صاحب التشريع هو صاحب التكوين .. فالذى نقف بين يديه فى الصلاة هو صاحب هذا الوجود من ذرتها الى مجرتها .. اوليس الامر كذلك ؟!