باب عمل ليلة النصف من شعبان وهى ليلة ميلاد القائم (ع) وعمل يومها زائدا على ما في الأبواب السابقة
سئل الباقر (ع) عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال :
هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، وفيما يمنح الله تعالى العباد فضله ، ويغفر لهم بمنّه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فإنها ليلةٌ آلى الله عزّ وجلّ على نفسه أن لا يردّ فيها سائلاً ما لم يسأل الله معصية .
وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت ، بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا (ص) ، فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله ، فإنه من سبّح الله تعالى فيها مائة مرة ، وحمده مائة مرة ، وكبّره مائة مرة ، وهلّله مائة تهليلة ، غفر الله له ما سلف من معاصيه ، وقضى له حوائج الدنيا والآخرة ، ما التمسه وما علم حاجته إليه ، وإن لم يلتمسه منه تفضلاً على عباده . ص409
المصدر:الإقبال
قال رسول الله (ص) : كنت نائماً ليلة النصف من شعبان ، فأتاني جبرائيل (ع) فقال : يا محمد !.. أتنام في هذه الليلة ؟.. فقلت : يا جبرائيل !.. وما هذه الليلة ؟.. قال : هي ليلة النصف من شعبان .. قم يا محمد !.. فأقامني ثم ذهب بي إلى البقيع ، ثم قال لي :
ارفع رأسك ، فإنّ هذه ليلة تفتح فيها أبواب السماء ، فيفتح فيها أبواب الرحمة ، وباب الرضوان ، وباب المغفرة ، وباب الفضل ، وباب التوبة ، وباب النعمة ، وباب الجود ، وباب الإحسان ، يعتق الله فيها بعدد شعور النعم وأصوافها ، ويثبت الله فيها الآجال ، ويقسم فيها الأرزاق من السنة إلى السنة ، وينزل ما يحدث في السنة كلها .
يا محمد !.. من أحياها بتكبيرٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ ودعاءٍ وصلاةٍ وقراءةٍ وتطوعٍ واستغفارٍ ، كانت الجنة له منزلاً ومقيلاً ، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر .
يا محمد !.. من صلّى فيها مائة ركعة : يقرأ في كلّ ركعةٍ فاتحة الكتاب مائة مرة ، و{ قل هو الله أحد } عشر مرات ، فإذا فرغ من الصلاة قرأ آية الكرسي عشر مرات ، وفاتحة الكتاب عشراً ، وسبّح الله مائة مرة ، غفر الله له مائة كبيرة وموبقة موجبة للنار ، وأُعطى بكلّ سورةٍ وتسبيحةٍ قصراً في الجنة ، وشفّعه الله في مائة من أهل بيته ، وشركه في ثواب الشهداء ، وأعطاه ما يعطي صائمي هذا الشهر ، وقائمي هذه الليلة ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا .
فأحيها يا محمد !.. وأمر أُمتك بإحيائها والتقرّب إلى الله تعالى بالعمل فيها ، فإنها ليلةٌ شريفةٌ .
ولقد أتيتك يا محمد !.. وما في السماء ملكٌ إلا وقد صفّ قدميه في هذه الليلة بين يدي الله تعالى ، قال : فهم بين راكعٍ وقائمٍ وساجدٍ وداعٍ ومكبّرٍ ومستغفرٍ ومسبّحٍ .
يا محمد !.. إنّ الله تعالى يطّلع في هذه الليلة فيغفر لكلّ مؤمنٍ قائمٍ يصلي ، وقاعدٍ يسبّح ، وراكعٍ وساجدٍ وذاكرٍ ، وهي ليلةٌ لا يدعو فيها داعٍ إلا استجيب له ، ولا سائل إلا أُعطي ، ولا مستغفر إلا غُفر له ، ولا تائب إلا تيب عليه ، من حُرم خيرها يا محمد فقد حُرم .
وكان رسول الله (ص) يدعو فيها فيقول :
اللهم !.. اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلّغنا به رضوانك ، ومن اليقين ما يهون علينا به مصيبات الدنيا .
اللهم !.. أمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همّنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين . ص414
المصدر:الإقبال
وفي رواية أخرى في فضل هذه المائة ركعة : كلّ ركعة بالحمد مرة ، وعشر مرات { قل هو الله أحد } ما وجدناه :
قال راوي الحديث : ولقذ حدثني ثلاثون من أصحاب رسول الله (ص) :
أنه من صلّى هذه الصلاة في هذه الليلة ، نظر الله إليه سبعين نظرة ، وقضى له بكلّ نظرةٍ سبعين حاجة أدناها المغفرة ، ثم لو كان شقيا فطلب السعادة لأسعده الله { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } ، ولو كان والداه من أهل النار ودعا لهما ، أُخرجا من النار بعد أن لا يشركا بالله شيئا ، ومن صلّى هذه الصلاة قضى الله له كلّ حاجة طلب ، وأعدّ له في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت .
والذي بعثني بالحقّ نبيّاً !.. من صلّى هذه الصلاة يريد بها وجه الله تعالى ، جعل الله له نصيباً في أجر جميع من عبَد الله تلك الليلة ، ويأمر الكرام الكاتبين أن يكتبوا له الحسنات ، ويمحو عنه السيئات ، حتى لا يبقى له سيئة .
ولا يخرج من الدنيا حتى يرى منزله من الجنة ، ويبعث الله إليه ملائكة يصافحونه ويسلّمون عليه ، ويخرج يوم القيامة مع الكرام البررة ، فإن مات قبل الحول مات شهيداً ، ويشفع في سبعين ألفاً من الموحدين ، فلا يضعف عن القيام تلك الليلة إلا شقي . ص414
المصدر:الإقبال
قال النبي (ص) : إذا كان ليلة النصف من شعبان ، فقوموا ليلها ، وصوموا نهارها ، فإنّ الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء فيقول :
ألا مستغفر فأغفر له ؟.. ألا مسترزق فأرزقه ؟.. حتى يطلع الفجر . ص415
المصدر:الإقبال
قال رسول الله (ص) : من تطهر ليلة النصف من شعبان ، فأحسن الطهر ، ولبس ثوبين نظيفين ، ثم خرج إلى مصلاّه فصلى العشاء الأخرة ، ثم صلّى بعدها ركعتين :
يقرأ في أول ركعةٍ الحمد ، وثلاث آيات من أول البقرة ، وآية الكرسي ، وثلاث آيات من آخرها ، ثم يقرأ في الركعة الثانية الحمد ، و{ قل أعوذ برب الفلق } سبع مرات ، و{ قل أعوذ برب الناس } سبع مرات ، و{ قل هو الله أحد } سبع مرات ، ثم يسلم ويصلي بعدها أربع ركعات :
يقرأ في أول ركعة يس ، وفي الثانية حم الدخان ، وفي الثالثة الم السجدة ، وفي الرابعة { تبارك الملك } ، ثم يصلي بعدها مائة ركعة : يقرأ في كلّ ركعة ب { قل هو الله أحد } عشر مرات ، و{ الحمد لله } مرة واحدة ، قضى الله تعالى له ثلاث حوائج :
إما في عاجل الدنيا ، أو في آجل الآخرة ، ثم إن سأل أن يراني من ليلته رآني . ص416
المصدر:الإقبال