باب النار أعاذنا الله وسائر المؤمنين من لهبها وحميمها وغسقها وغسلينها وعقاربها وحياتها وشدائدها ودركاتها بمحمد سيد المرسلين وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
قال الباقر (ع) : إنّ الكفّار والمشركين يعيّرون أهل التوحيد في النار ، ويقولون : ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا ، وما نحن وأنتم إلا سواء !.. فيأنف لهم الربّ تعالى فيقول للملائكة : اشفعوا !.. فيشفعون لمن شاء الله ، ثم يقول للنبيين : اشفعوا !.. فيشفعون لمن شاء الله ، ثم يقول للمؤمنين : اشفعوا !.. فيشفعون لمن شاء الله ، و يقول الله :
أنا أرحم الراحمين ، اخرجوا برحمتي ، فيخرجون كما يخرج الفَراش ، ثم قال الباقر (ع) : ثم مُدّت العُمَد وأُوصدت عليهم وكان والله الخلود . ص279
المصدر: تفسير العياشي
قال الباقر (ع) : إنّ رسول الله (ص) حيث أُسري به ، لم يمرّ بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر واللطف والسرور به ، حتى مرّ بخلق من خلق الله فلم يلتفت إليه ولم يقل له شيئا ، فوجده قاطباً عابساً ، فقال : يا جبرائيل !.. ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر واللطف والسرور منه إلا هذا ، فمَن هذا ؟..
قال : هذا مالكٌ خازن النار ، هكذا خلقه ربه ، قال : فإني أحب أن تطلب إليه أن يريني النار ، فقال له جبرائيل (ع) : إنّ هذا محمد رسول الله (ص) وقد سألني أن أطلب إليك أن تريه النار ، فأخرج له عنقا منها فرآها ، فلما أبصرها لم يكن ضاحكا ، حتى قبضه الله عزّ وجلّ.ص284
المصدر: أمالي الصدوق ص357
قال النبي (ص) : تكلّم النار يوم القيامة ثلاثة : أميراً ، وقارئاً ، وذا ثروة من المال ، فتقول للأمير : يا مَن وهب الله له سلطاناً فلم يعدل !.. فتزدرده كما يزدرد الطير حبّ السمسم ، وتقول للقارئ: يا مَن تزيّن للناس وبارز الله بالمعاصي !.. فتزدرده ، وتقول للغني : يا مَن وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضاً ، وسأله الحقير اليسير قرضاً فأبى إلا بخلاً!.. فتزدرده . ص285
المصدر: الخصال 1/55
لما نزلت هذه الآية على النبي (ص) :{ وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم } ، بكى النبي (ص) بكاءً شديداً وبكى صحابته لبكائه ، ولم يدروا ما نزل به جبرائيل (ع) ولم يستطع أحدٌ من صحابته أن يكلّمه ، وكان النبي (ص) إذا رأى فاطمة عليها السلام فرح بها ، فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها ، فوجد بين يديها شعيرا وهي تطحنه وتقول : { وما عند الله خير و أبقى } .
فسلّم عليها وأخبرها بخبر النبي (ص) وبكائه ، فنهضت والتفت بشملة لها خَلِقة قد خيطت اثنا عشر مكانا بسعف النخل ، فلما خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة وبكى وقال : واحزناه !.. إنّ قيصر وكسرى لفي السندس والحرير ، وابنة محمد (ص) عليها شملة صوف خَلِقة قد خيطت في اثني عشر مكانا .
فلما دخلت فاطمة على النبي (ص) قالت : يا رسول الله !.. إنّ سلمان تعجّب من لباسي ، فوالذي بعثك بالحقّ ما لي ولعليّ منذ خمس سنين إلا مسك كبش تعلّف عليها بالنهار بعيرنا ، فإذا كان الليل افترشناه ، وإنّ مرفقتنا لمن أُدم حشوها ليف ، فقال النبي (ص) : يا سلمان !.. إن ابنتي لفي الخيل السوابق …. الخبر . ص 303
المصدر: الدروع الواقية
قال علي (ع) : واعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبرٌ على النار ، فارحموا نفوسكم ، فإنكم قد جرّبتموها في مصائب الدنيا ، فرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه ، والعثرة تدميه ، والرمضاء تحرقه ، فكيف إذا كان بين طابقين من نار ، ضجيع حجر وقرين شيطان ؟.. أعلمتم أنّ مالكاً إذا غضب على النار حطم بعضها بعضا لغضبه ؟.. وإذا زجرها توثّبت بين أبوابها جزعا من زجرته…. الخبر . ص306
المصدر: النهج
قال الباقر (ع) : إنّ مؤمناً كان في مملكة جبّار فولع به ، فهرب منه إلى دار الشرك ، فنزل برجل من أهل الشرك ، فأظلّه وأرفقه وأضافه ، فلما حضره الموت أوحى الله عزّ وجلّ إليه : وعزّتي وجلالي !.. لو كان لك في جنتي مسكنٌ لأسكنتك فيها ، ولكنها محرّمةٌ على من مات بي مشركا ، ولكن يا نار !.. هيديه ولا تؤذيه ، ويؤتى برزقه طرفي النهار ، قلت من الجنة ؟.. قال : من حيث شاء الله . ص 315
المصدر: الكافي
بيــان:
هدت الشيء إذا حركته وأزعجته ، ومنه الحديث يا نار لا تهيديه ، أي لا تزعجيه .
أقول لا يبعد أن يكون في هذا الخبر أيضا ” لا تهيديه ” .ص315
قال رسول الله (ص) : إنّ أهون أهل النار عذاباً ابن جذعان ، فقيل : يا رسول الله !.. وما بال ابن جذعان أهون أهل النار عذابا ؟.. قال : إنه كان يُطعم الطعام . ص316
المصدر: نوادر الراوندي
قال رسول الله (ص) : رأيت في النار صاحب العباء التي قد غلّها ، ورأيت في النار صاحب المحجن الذي كان يسرق الحاج بمحجنه ، ورأيت في النار صاحبة الهرة تنهشها مقبلةً ومدبرةً .. كانت أوثقتها ، لم تكن تطعمها ولم ترسلها تأكل من حشاش الأرض ، ودخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه من الماء . ص317
المصدر: نوادر الراوندي
قال رسول الله (ص) : يُؤتى بالزاني يوم القيامة حتى يكون فوق أهل النار فتقطر قطرة من فرجه ، فيتأذى بها أهل جهنم من نتنها ، فيقول أهل جهنم للخزاّن : ما هذه الرائحة المنتنة التي قد آذتنا ؟.. فيقال لهم : هذه رائحة زان ، ويُؤتى بامرأة زانية ، فتقطر قطرة من فرجها ، فيتأذى بها أهل النار من نتنها . ص317
المصدر: نوادر الراوندي
قال علي (ع) : واحذروا ناراً قعرها بعيدٌ ، وحرّها شديدٌ ، وعذابها جديدٌ .. دارٌ ليس فيها رحمةٌ ، ولا تُسمع فيها دعوةٌ ، ولا تُفرّج فيها كربةٌ.ص324
المصدر: النهج