Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

– (اللَّهُمَّ أَنْتَ الْقَائِلُ وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَوَعْدُكَ صِدْقٌ، وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، إنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً..).. نلاحظ أن الإمام (ع) يستعين بآية من القرآن الكريم ، لتكون منطلقاً للمناجاة والحديث مع رب العالمين ، وهي قوله تعالى : {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.. وكأن الله عزوجل في هذه الآية الكريمة يستحث عباده لأن يسألوه من فضله ، وفي هذا قمة اللطف الإلهي ؛ فضلاً عن تعامله معهم بفضله لا بعدله ، لأنه قطعاً ليس هنالك ما يستحق الإجابة ، أو ما يعبأ به من أعمال العباد..

ومن دلائل فضل الله تعالى على عباده ، أن جعل لهم حالة البقاء الأبدي والخلود السرمدي في الجنة.. فقد يسلم كافر لسويعات ثم يموت ، وإذا به يعيش الخلود في الجنة.. إن الله عزوجل كان بإمكانه أن يجعل فترة التنعم في الجنة مقايسة لسنوات الطاعة في الدنيا ، ثم يحيلهم إلى عدم.. ويروى أنه المؤمن عندما يدخل الجنة ، يأتيه كتاب من الله عزوجل : (من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت)..

فإذن، من الضروري أن نعلم بأن الله تعالى له فضل واسع ، ويرزق من يشاء بغير حساب ، وأن علينا أن نحسن الظن بالله عزوجل ، وأن نكون واثقين بالإجابة عند السؤال .. ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : (إذا دعوت فظنَّ حاجتك بالباب).

– (وَلَيْسَ مِنْ صِفَاتِكَ يَا سَيِّدِي، أَنْ تَأْمُرَ بِالسُّؤَالِ وَتَمْنَعَ الْعَطِيَّةَ، وَأَنْتَ الْمَنَّانُ بِالْعَطِيَّاتِ عَلَى أَهْلِ مَمْلِكَتِكَ، وَالْعَائِدُ عَلَيْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ).. من المسلم به عرفاً أن الكريم من كرماء الدنيا إذا تعّذر ورد السائل ، فإنه لا يُقبل منه هذا التصرف ، بل قد يعتبر ذلك عدولاً عن منطق الكرم والتفضل.. إن رب العالمين عندما يقول : {وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ ..} ، فإن له فضله وعطاؤه الواسع ، فخزائنه بين الكاف والنون ، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وما قيمة حوائجنا بين يديه تعالى !..

وعليه، يحسن لمن يريد أن يسأل ربه ، أن يوسع في طلب الحاجات له ولغيره ، فإنه لن ينقص من ملك الكريم شيء ، فلندعوه كما ندعو في شهر رجب بهذا الدعاء الجامع ، إذ نقول : (أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة ، وأصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة ).. ثم ما الضير في أن يحول المؤمن (ياء المتكلم) إلى (نا المتكلمين) ؛ ليعمم الفضل لإخوانه المؤمنين جميعاً ؟..

اللهم عاملنا بفضلك ، ولا تعاملنا بعدلك ؛ إنك على كل شيء قدير !..

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.