Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

إنه قل ما ورد في الشريعة توصية، كالتأكيد على هذين المستحبين، رغم أنهما غير واجبين.. المستحب الأول: وهو الذي يتعلق بالحياة الاجتماعية، أي صلاة الجماعة.. وسيأتي الحديث عن صلاة الجماعة في وقتها.. والأمر الثاني هو مسألة صلاة الليل.

إن الحديث عن صلاة الليل كثيرا ما طرح ويطرح في الأوساط، ولكن لا بد من التأكيد على هذه الحقيقة: وهي أن الذي يريد أن يكون عبدا لله عز وجل، وعبدا قانعا بأدنى درجات العبودية، ويحب أن يدخل الجنة فقط، فمن الممكن أن يقتصر على الواجبات.. وفي بعض الروايات أن بعض الناس يوم القيامة في الجنة ضيوف على أهل الجنة، أي أنهم لا يستحقون الاستقلالية في الخلود، فيعيشون في كنف أهل الجنة.. ولكن شتان بين أن يكون الإنسان ضيفا وعالة على أهل الجنة، وبين أن يكون مع النبي وآله (ص) وفي درجتهم!.. ومن ذلك قول النبي (ص) بما مضمونه: من كفل يتيما كنت معه في الجنة كهاتين، وقرن بين اصبعيه.. وليس هذا بالمبالغة من النبي (ص) قطعا!..

ولا بد وأن يكون المتمني لها صادقا، وذلك بترك الفضول من الطعام، والانشغالات الملهية ليلا.. فإن الانشغالات قبل النوم مؤثرة في سلب التوفيق.. فالذي ينام وقد امتلأت عيناه من المشاهد الباطلة اللاغية، فكيف له الوصول إلى عالم المعرفة؟!.. إن من أراد شيئا هيأ أسبابه، فعندما يدعو الإنسان ضيفا عزيزا، فإنه يوصي عائلته بذلك قبل أيام.. والذي يتمنى صلاة الليل أيضا يعد العدة لها.. أضف إلى أن ما لا يدرك كله، لا يترك جله.. وإذا حرم الإنسان هذه الليلة من النافلة الكاملة، فعليه بالشفع والوتر، حتى لو كان المؤذن قد أذن للفجر، فإنه لا مانع من أن يصلي صلاة الشفع والوتر – أعم من الأداء والقضاء – لكي يسجل اسمه في ديوان المصلين لصلاة الليل، ولو في آخر القائمة.

ولو حرم العبد صلاة الليل لا أداء ولا قضاء، فعليه أن يبدي لله عز وجل أنه نادم ومتحسر.. فشعاره: أحب الصالحين ولست منهم، لعل الله يرزقني فلاحا.. {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}.. إن الله عز وجل أبهم الجائزة من ناحيتين: فقال: مقاما محمودا، ولم يفصل تفصيلا.. والإبهام الثاني: أنه لم يضف (الـ) التعريف، فلم يقل المقام المحمود، وهو يفيد التنكير لإفهام المجهولية.. فهذا المقام المحمود، لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى!..

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.