Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

س١/ باعتباركم أول مرة تشاركوننا في هذه الحوارات، نريد أن نتعرف عن نبذة من فعالياتكم العلمية وأهم مؤلفاتكم؟..
الحقلان الأساسيان اللذان يستهوياني كثيراً، هما الكتاب والسنة.. أتذكر منذ أوائل أيام دخولنا الحوزة العلمية، كنا نقتطع الأحاديث اقتطاعاً -كلما رأينا حديثاً جميلاً- وسجلناه في مفكرة من المفكرات، فكانت مجموعة متناثرة، إلى أن ألهمنا الله تعالى وقيض لنا هذا التوفيق.
* قرأنا كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي، بمجلداته التي تتجاوز المائة مجلد، ولخصناه في ست مجلدات باسم (جواهر البحار).. وهو عبارة عن انتقاء موضوعي وبدقة، لمجمل ما ورد في البحار، مع حذف الأسانيد والروايات المتكررة، وبيان تعليقات العلامة على الأحاديث النادرة.. وقد طبع ونحن على مشارف طبعة ثانية.
* جمعنا خمسمائة وخمس وخمسين ومضة أخلاقية في كتاب أسميناه بـ(الومضات).. وهو عبارة عن مجموعة الواردات والخواطر الفكرية، وقد ترجم للغة الفارسية، ومقدار منه للغة الإنجليزية.
* قمنا بالتعليق على كتاب (الطريق إلى الله) للعلامة البحراني وطباعته، وهو من أفضل ما كتب في علم الأخلاق على وجازته.
* أيضاً قمنا بتعريب كتاب (تذكرة المتقين) للعلامة محمد البهاري -أحد أعلام هذا الفن- وتحقيقه.
* كتبنا أربعين وصية أخلاقية مركزة، بعنوان قانون أساسي في هذا العالم وأسميناه بـ(الوصايا الأربعون).

س٢/ ما الذي دفعكم للاهتمام بالحقل الأخلاقي؟..
إن طبيعة عملنا هي الاحتكاك بالناس، ولعل أكثر طبقة اجتماعية يحتكون بالناس من هم في أمثال موقعنا.. فلاحظت أن هنالك خواء باطنيا، حيث الأغلبية يعيش حالة القلق والاضطراب، برغم رفاهية المعيشة.. حتى أن البعض منهم صرح لي: أنه لولا الحرمة، لأوشك على الانتحار!.. حز في نفسي هذا الأمر، وقررت باتخاذ خطوة جريئة في هذا المجال؛ لإخراج إنسان اليوم من هذا المعترك المعاصر.

س٣/ برأيكم ما هي مشكلة ارتفاع نسبة الانتحار هذه الأيام؟..
سبب المشكلة أمران:
الأول: هو الخوف من المستقبل المجهول، وخاصة في هذا العصر.. حيث الساحة السياسية ساخنة في كل مكان، والإنسان لا يكاد يطمئن أنه سيستقر على الأرض، التي يعيش عليها سنة من الزمان.
والثاني: الحزن على الماضي.
ولهذا نجد أن القرآن الكريم ضرب الناحيتين عندما قال: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.. فالذي لا خوف عليه ولا حزن له، بلا شك في أنه يعيش في قمة السعادة، والصحة النفسية.

س٤/ هل أن السلوك الأخلاقي ضرب من الضروب الاستحبابية، أم أنه من صلب الدين وتعليماته؟..
إن من الأخطاء الشائعة أن نجعل الأخلاق حكراً على فئة معينة من الناس، والحال بأن القرآن الكريم طرح هذا البحث، وجعل موضوعه النفس الإنسانية، حيث قال تعالى مخاطباً الإنسان: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}.. ومحذراً في آية أخرى: {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}.. وهنا يأمره بمحاسبة نفسه: {ولْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}.. ثم أن الله تعالى في سورة العصر يؤكد على هذه الحقيقة المرعبة: {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}.. فلو أن الإنسان استفاق على هذه الواقع المخيف؛ قطعاً سيتحرك لتغيير سلوكه.

س٥/ هل يحتاج الإنسان إلى أستاذ في حركته إلى الله تعالى؟..
هنالك مقولة معروفة في كتب الأخلاق القديمة والحديثة: (أنه لابد من الأستاذ، ومع عدم وجود الأستاذ، فإن الإنسان سوف يتعثر في مشيته، ويتبعثر في سلوكه).. والأستاذ هنا لا يُعنى به ذلك الإنسان الذي يقف على رأس الإنسان صباحاً ومساءً!.. لماذا لا نتخذ من أحاديث النبي (ص) وأهل بيته خير موجه في هذا المجال؟!.. أضف إلى قراءة سير الصالحين من السلف الصالح.. وأنا أقترح بقراءة كتاب (سنن النبي) للعلامة الطباطبائي صاحب الميزان؛ لنتأسى بسيرة النبي المصطفى (ص) في تعامله وأخلاقه، وكتاب (سيماء الصالحين)؛ حيث فيه ذكر لمن برز في المجال الأخلاقي.

س٦/ ما هي العقبات التي تقف في طريق السالكين إلى الله تعالى؟..
هذا البحث يحتاج إلى حديث مفصل، ولكن إجمالاً نقول: بأن العقبات في هذا الطريق لا تعد ولا تحصى، وأهم عقبتين هما: النفس، والشيطان؛ فهما العاملان الأساسيان لصد الإنسان في هذا الطريق.

س٧/ نلاحظ على بعض الذين يخطون خطوات في هذا الطريق، الانعزالية في حياتهم.. فما هو تعليقكم على ذلك؟..
أنا نبهت على أن وجود الخطة، والمعرفة النظرية؛ ضرورية جداً قبل الحركة الخارجية.. وما نراه من صور الانتكاسة أو الانطوائية؛ بسبب عدم الرؤية التكاملية للحركة إلى الله.. نحن قرأنا في شهر رجب (إن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة يختارك بها).. فإذن، هنالك سفر، والمسافر يحتاج إلى زاد، وإلى خارطة، ويحتاج أيضا إلى مرشد يدله على الطريق.. وعليه، فإن الانطوائية من آثار جهل الإنسان السالك.. وكأنه يجعل الخلق في مقابل الخالق!.. بينما نرى سلوك النبي (ص) وأهل بيته -الذين هم خير الخلق- لم يكن هكذا.. بل إنه ورد في حديث عن النبي (ص) -ما مضمونه- (أن الإنسان كلما زاد في الإيمان زاد حباً في النساء).. لا الحب الشهوي، وإنما الحب الرفقي الحناني؛ سواءً بالزوجة، أو الأخت، أو البنت.

س٨/ نلاحظ أيضاً لجوء هؤلاء إلى طرق غير متعارفة، أو اطلاعهم على كتب صعبة غير مفهومة، لا تمت إلى واقعنا المعاصر الذي نعيشه بصلة.. فنرجو منكم التعليق على ذلك؟..
إن الملاحظ في هذا العلم -علم الأخلاق- هذا التذبذب الشاسع بين الحق والباطل، حيث تناولته أقلام عديدة صائبة كانت أو خاطئة.. فإذا كان بعض المنحرفين عقائدياً كتبوا في هذا المجال!.. فكيف نقبل الطريق إلى الله تعالى، ممن لم يعرف الله حق معرفته، ولم يعرف الأوصياء من عترة النبي (ص)!.. وعليه، أنا أحذر بضرورة الانتقاء الدقيق، وإلا وقعوا في متاهات قاتلة، كما لاحظنا في طوال التاريخ.

س٩/ نحن في شهر رسول الله (ص) والذي يعتبر مقدمة للدخول في الضيافة الإلهية الكبرى.. فما هي الوسائل التي يستطيع الإنسان المؤمن من خلالها، أن يعمق صلته بالله عز وجل؟..
إن من المناسب أن نحول حالة الطقوس العبادية: من الصلوات، والأدعية الواردة، إلى حركة جوهرية في امتلاك صورة واضحة، لمستقبل الحركة الإنسانية إلى الله تعالى.. نحن الآن على مشارف الليالي البيض، ومعروف بأن من أحيا هذه الليالي الثلاث: من شهر رجب، وشعبان، ورمضان.. وصلى هذه الصلاة، فقد حاز على فضائل هذه الشهور الثلاث.. وهي صلاة ركعتين في الليلة الثالثة عشرة: يقرأ الحمد، ويس، والملك، والتوحيد.. وفي الليلة التالية يصلي أربع ركعات.. وفي ليلة النصف ست ركعات، بتسليمتين كما هو وارد في كتب الأدعية.. المهم نحن عندما نؤدي هذه الصلاة هل فكرنا في المضامين؟!.. {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}.. نحن بالإمكان أن نحول العبادات الواردة في هذه الأشهر، إلى مواد دافعة في هذا الطريق.

س١٠/ هل تنصحون شبابنا في قراءة كتب الإمام الخميني (قده)؟..
أنا اطلعت على مختلف كتب السيد الإمام -رحمه الله- فيها اصطلاحات صعبة تخصصية، وأعتقد بأنه ليس بمقدور كل فرد أن يستوعب هذه الأمور.. بل تحتاج إلى معلم، ولكن لا بأس بالقراءة الإجمالية لمجمل كتبه.. ومن المناسب أن نقول: بأن السيد الإمام -رحمه الله- المصداق العملي للجمع بين السلوك الروحي والحركة الاجتماعية.. حيث ينبغي أن لا نحول السلوك الروحي إلى حرفة، أو تقوقع، واحتكار، وانطوائية.. بل علينا أن نعيش الواقع؛ ولهذا نجد أن الإمام علي (ع) في وصف للمتقين، يقول: (أما الليل؛ فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتلونها ترتيلا… وأما النهار؛ فحلماء، علماء، أبرار، أتقياء).. وكلما زاد الإنسان تألقاً في الليل، كلما زاد توفيقاً في النهار، حتى في الحقول الاقتصادية، وفي سعيه الدنيوي.. فإذن، هنالك ترابط بين السلوك الليلي والسلوك النهاري، بين المناجاة وبين حركة الحياة.

س١١/ ما هي أسباب الانتكاسات في هذا الطريق؟..
إن أسباب الانتكاسة في هذا الطريق، تعود إلى عدم فهم الخطة الكاملة.. وبالتالي، الوقوع في المشاكل والعقبات، ومنها:
* الصحبة الباطلة المؤثرة: إن الذي يريد أن يترقى في هذا المجال، لابد أن يشذب البيئة الاجتماعية حوله.. فالذي يأنس بأهل الباطل واللغو، كيف يريد أن يتقرب إلى الله تعالى؟!.. قال تعالى في شأن المؤمنين: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}.
* كفران نعمة القرب بارتكاب المعصية: فالذي يوفق لبعض التوفيقات الإلهية، ثم يرتكب الذنوب.. فإن الضربة تكون موجعة؛ لأن الله تعالى أذاقه حلاوة ذكره، وهو كفر بهذه النعمة.. قرأنا في التاريخ بأن نبي الله آدم (ع) تذوق من شجرة منهية، لا على مستوى المعصية -كما نعلم من عصمة الأنبياء- ولكن انظروا إلى المرارة!.. بالخروج من جنة القرب!.. فإذن، القاعدة هي القاعدة: من تذوق حلاوة القرب، وارتكب المعصية؛ فإنه يُطرد من هذه الجنة الروحية إلى عالم الجحيم الباطني.

س١٢/ هل يمكن الجمع بين المجال الأخلاقي، والمجالات الأخرى الحياتية؟..
بل لا بد من الجمع بين السلوك الروحي والاجتماعي، وقد رأينا في بعض الشخصيات التي لم تستوعب الأمر، تراه يقيم الليل، وله جانبه العبادي المتميز.. ولكنه مقصر في تهذيب سلوكيات أبنائه، حيث يرى ابنته من غير الحجاب الشرعي، وابنه لا يصلي، وهو لا يزاول أقل الواجبات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!.. فكيف يكون هذا سالكاً إلى الله!.. لهذا نقول: بأن الذي يقصّر في واجباته الاجتماعية، من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد تعرّض لغضب الله تعالى؛ لأن الرضا عن المنكر هتك لكرامة المولى عملياً، وهو سريع الانتقام.. كما نعلم في الروايات: (أن النبي (ص) لا يغضب لشيء، فإذا انتُهكتْ حرمات الله عز وجل، فحينئذ لا يقوم لغضبه شيء) ويعرف من وجهه، ولا يكاد يكلم.. في حين أنه نبي الرحمة، والرؤوف بالأمة، وعلى خلق عظيم.. نرى غضبه الشديد لله عز وجل؛ ليهابه الجميع.. وبالتالي، يؤثر في إصلاح المجتمع.

س١٣/ في هذا العصر عصر الكمبيوتر والإنترنت، هل تستفيدون من هذه التقنية في نشر فعالياتكم ونشاطاتكم في الجانب الروحي والأخلاقي؟..
نحن أُقحمنا في هذا العالم، وطبعاً نعم الإقحام!.. حيث لم نكن نستوعب تأثير هذا الجهاز في حياة الناس، إلى أن قيّض الله لنا بعض المؤمنين، وعملوا على إنشاء هذا الموقع (السراج في الطريق إلى الله)، الذي يعتني بهذه الأمور الروحية، وقد جعلنا فيه بنود أخلاقية كثيرة متنوعة، منها:
* قسم محاسبة النفس: هنالك مجموعة أسئلة يجيب عليها، ثم يعطى الدرجة المناسبة ليقيّم نفسه.. وهكذا في كل شهر يحاول أن يرى مدى السير التكاملي لحالته، ولعلاقته مع الله تعالى.
* أسرار الصلاة الخاشعة: نحن بحثنا أسرار الصلاة الباطنية، من الوضوء إلى التسليم.
* السلسلة العقائدية: انتخبنا أمهات المسائل الخلافية بين فرق المسلمين، وبأسلوب هادئ، كل نقطة في عشر دقائق تقريباً.
* مسائل وردود: نحن على صلة كبيرة بجمهور عريض من خلال عرض المشاكل، ولطالما تناولنا رسائل الإنابة والتوبة وتغيير مسيرة الحياة.
* خطب الجمعة: نحن نحاول إرسال أحاديث الجمعة إلى عدد كبير من الأخوة المشتركين معنا في الموقع، وقد رأينا أن البعض يأخذ هذه الرسائل المترجمة باللغة الإنجليزية وينشرها على الجاليات الإسلامية، بل حتى غير الإسلامية أيضاً.

س١٤/ هل أن الأخلاق وراثة، أم اكتساب، أم دراسة.. وما هي السبل العملية المختصرة للسلوك الأخلاقي؟..
* لا معنى أبداً أن نقول: بأن الأخلاق أمر وراثي.. فالأخلاق عبارة عن سلوك فردي، أي عملية اختيارية.. والإنسان يختار أحد النجدين: طريق الخير، أو طريق الشر.. ولا يخفى بأن من إيحاءات الشيطان للإنسان المؤمن، الذي يريد أن يتوب ويصل إلى الله، أن يلقنه بأنه محتوم عليه ما هو فيه، ولا مجال للتغيير، وخاصة الذين توغلوا في عالم المعاصي.. والحال بأن الله تعالى تواب رحيم بعباده، فينبغي تدارك الأمر، وعدم اليأس، والاستفادة من تجارب البعض، الذين انقلبوا إلى وجود هادف ومؤثر في المجتمع، إلى درجة يغبطون على ما هم فيه.
* وأما بالنسبة للسبل المختصرة للسير الأخلاقي: علماء الأخلاق يقولون: بأن العمود الفقري للحركة الأخلاقية، هي المحاسبة والمراقبة.. يقول الإمام الكاظم (ع): (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل خيراً استزاد الله منه، وحمد الله عليه.. وإن عمل شراً استغفر الله منه، وتاب إليه).. وأيضاً المداومة على نافلة الليل، ولو بأدنى صورها.

س١٥/ كيف يتخلص العبد من المعاصي، وهل هناك برنامج يوصله إلى الروحية الحقيقية؟..
لا يمكن أن نحصر برنامج بنقاط محددة؛ لأن لكل إنسان ظرفه ونقطة ضعفه.. يقال في هذا العالم: (إن الله تعالى خلق الإنسان للاختبار، فجعل فيه مركب من مركبات النقص).. لذا ترى إنسان معتدل في كل الأمور، بينما في مقام مواجهة الشهوة النسائية يزل بسرعة.. أو إنسان متمكن في السيطرة على هذا الجانب، ومبتلى بجانب الحدة على الخلق.
ولكن نقول: بأن العنصر الجامع بين كل هذه البرامج هو:
* إبداء حسن النية في ترك المعصية بكل صورها: (لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت)، الإنسان العاصي إنسان متمرد من الممكن أن يعفو الله تعالى عنه، ولكنه لم يدخل في دائرة الاصطفاء الإلهي، كما هو الحال عند مريم (ع) اصطفاها الله عز وجل؛ لأنه رأى فيها القابلية لذلك.
* حث النفس على الواجبات والمستحبات: مثل صيام هذه الأشهر الثلاث، لا شك في أن هذا له دور في تربية النفس.

س١٦/ ما هي القضايا الأخلاقية المهمة، التي يجب أن ندعمها في حياة الشباب من ١٦-١٨ سنة؟..
الابتعاد عن أجواء الإثارة: كما يقول الشاعر : ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء!!.. إذ أن الذي يدخل القنوات الإباحية، والفضائيات المحرمة، والذي يعاشر ويسافر مع المنحرفين أخلاقياً.. من الطبيعي أن يكون له التأثير الحاسم.

س١٧/ هناك انحرافات معهودة في الحركة الروحية، فكيف تفسرون هذه ظاهرة ؟..
هنالك عدة ظواهر انحرافية منها: حالة الدعاوي الكاذبة والتوهمات.. نحن لا ننكر أن الإنسان يمكن أن يرى ما وراء عالم الغيب، سمها مكاشفة، أو صور غيبية، أو انعكاسات برزخية.. ولكن هذه الأمور خلاف القاعدة الصحيحة.. وعليه، فالذي يكثر الدعاوي الكاذبة من المشاهدات، عليه أن يسجل نقطة استفهام؛ لأن الإنسان الذي يصل إلى شيء من أسرار الوجود، يبني على الكتمان وعدم الجهر بهذه الأمور.

س١٨/ ما هي نصيحتكم الأخيرة للخروج من دائرة المألوف، والبدء في هذه الحركة الجوهرية؟..
سئل أحد العارفين الذي قد ربى جيلاً أخلاقياً، وهو سماحة السيد علي القاضي، أستاذ العلامة الطباطبائي، وهذا الجيل: أنه ما هي الكلمة الأخيرة في مجال الحركة الأخلاقية؟.. فالطلاب توقعوا منه أن يذكر كلاماً معقداً، ولكنه لخص في كلمة واحدة، وقال: (عليكم بصلاة أول الوقت).. وكأن هذا مفتاح لكل خير.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.