Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

س١/ ما هو المفهوم الحقيقي للسعادة؟..
السعادة لغة: هي ضد النحوسة. ولها معنيان:
* سعادة خيالية متوهمة: وهذا الذي يجعل البعض يلجؤون إلى الوسائل المحرمة: كالمخدرات، والمسكرات، أو الأمور السخيفة التي لا جدية فيها.. والقرآن الكريم يعبر عن هؤلاء، بقوله: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
* سعادة حقيقية: هي التي تنسجم مع هدف الخلقة والوجود، وهو هدف ذو وجهين:
الأول: المعرفة الإلهية: أن يتعرف الإنسان على خالقه. جاء في الحديث القدسي: (كنت كنزاً مخفياً، فأحببت أن أعرف؛ فخلقت الخلق لكي أعرف).
الثاني: العبادة والطاعة: قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
وفي كلا الوجهين هنالك اتهام بالنقص لبني آدم: (ما عرفناك حق معرفتك، وما عبدناك حق عبادتك).
فالإنسان السعيد هو الذي ينسجم مع قناعاته، ويرى لنفسه هدفاً يسعى إليه.. فيعيش حالة السعادة أثناء سيره إلى الهدف المقصود، وكلما زاد قرباً من الهدف كلما زاد نشوة وسعادة، ودليل ذلك ما كان عليه إمامنا الحسين (ع) يوم عاشوراء حيث (كلما اشتد عليه البلاء، أشرق لونه الشريف).

س٢/ هل يمكن الجمع بين السعادة في الدنيا والآخرة؟..
نظرياً ممكن، كما قال الصادق (ع): (المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة.. وقد يجمعهما الله لأقوام).. وعندنا من الصالحين من جمعوا بين العالمين، وعلى رأسهم نبي الله سليمان (ع)، فقد أوتي من الملك ما لم يعهد له نظير.. ومع ذلك نجد الله تعالى يفرق بين أيوب، الذي مسه الضر، ويضرب به المثل في الصبر على الشدائد، وفي بعض النصوص تدل على أن سليمان آخر الأنبياء حساباً؛ وذلك لما أُعطي من الملك في الدنيا.
إن الإنسان المؤمن عليه أن يوطن نفسه على تحمل قيود الشريعة، خاصة في بلاد الغرب؛ لئلا يصاب بحالة من الكبت والتأذي الباطني.. وبالتالي يتطور الأمر إلى حالة النفور، والتبرم، والانفلات، والتحلل من كل القيود.. وعليه، فإنه من الضروري أن يعيش الإنسان حالة الترقي والبلوغ الباطني، لتحمل الأوامر والنواهي الشرعية، والقرآن الكريم قالها صريحة: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}.. ومن الجميل أن يعيش الإنسان حالة التسليم الباطني التعبدي، ولكن الأجمل أن نترقى من حالة التعبد إلى حالة التلذذ بالعبودية.

س٣/ نلاحظ بأن البعض يروض نفسه على التلذذ بالألم مثلاً.. فهل الترويض بحد ذاته شيء مستحسن؟..
إن الترويض إذا كان شرعياً عن قناعة، ولأهداف سامية؛ لا ضير فيه.. ولا يجوز الاتباع الأعمى، فيما يقوم به الهندوس أو البوذيين من تحمل للألم؛ لأجل الوصول لأهداف باطلة غير عقلائية.. فالرياضة الشرعية هي ترويض النفس على تحمل ما جاءت به الشريعة من الأوامر والمنهيات، مثل قيام الليل، وصيام شهر رمضان، وتحمل مشقة السفر إلى حج بيت الله الحرام.. كل هذه رياضات معقولة، وهادفة، ومتزنة، تتحملها النفس بكل يسر وسهولة.. قال علي (ع) : (إنما هي نفسي أروضها للتقوى؛ لتأتي آمنة يوم القيامة).

س٤/ تفضلتم بأنه يمكن للإنسان أن يجمع بين سعادة الدنيا والآخرة.. في حين أن هنالك جملة من الأحاديث والآيات، تقول عكس ذلك: أي أن الإنسان لا يرى السعادة في الدنيا، وأنها سجن المؤمن، ودار البلاء؟..
هذا كلام غير صحيح!.. فالمؤمن يعيش أعلى درجات الراحة النفسية؛ لأنه يعلم أن هنالك تعويضا إلهيا مستمرا، في حال تحمله للأذى في سبيل الله، يقول تعالى في شأنهم: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ}.. هو يرى الجهاد نورا يقوده إلى رضوان الله تعالى.. ثم أن هنالك نعيم معنوي في الجنة، لا يقاس بالحور ولا بالقصور، قال تعالى في هذه الآية: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ}، وفي آية أخرى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.. هاتان اللذتان: النظر إلى وجه الله، والإحساس بالرضوان الإلهي.. بإمكان المؤمن بمجاهداته الشرعية المستمرة أن يصل إليها؛ لأنها حالات معنوية متعلقة بالأرواح، وليست مقتصرة على النعيم الأخروي فحسب!.. فبعض المؤمنين يعيش هذه الحالة في الحياة الدنيا.

س٥/ الكثيرون يخشون من سوء العاقبة في آخر الحياة.. فما هو رأيكم في ذلك؟..
إن نيل الإنسان السعادة في آخر حياته، من الأمور التي شغلت كل الأولياء والصالحين طوال التاريخ.. وهذا الخوف من الأمور الدافعة للعجب، فالشيطان الذي أقسم بعزة الله لإغواء الإنسان، يجلب عليه بخيله ورجله، يكفيه أن يقضي عليه في حالة الوصول إلى نهاية السباق، بمثابة إنسان وصل إلى نهاية الحلبة، وإذا بمن يدفعه بعيداً عنها!.. ومع ذلك نقول: إن النهاية السعيدة مرتبطة بالبداية السعيدة، فالذي يضمن سلامة الثلث الأول من عمره والثلث الأخير، إن شاء الله، يضمن حسن العاقبة؛ لأن الذي قاوم في هذه السنوات حيث عواصف الأهواء وطغيان الغريزة، سيقاوم أيضاً في آخريات حياته إن شاء الله.. ولا بأس من الإكثار من الدعاء لحسن العاقبة؛ لأن التاريخ مليء بصور الانتكاسات حتى في أقرب الناس للأنبياء، فهذا ابن نوح يصل إلى درجة من السخافة أن يرى أبيه في سفينة النجاة ويتحداه قائلاً: {سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء}!.. وفي حياة النبي والأئمة (ع) صور ارتداد كثيرة.. والمؤمن بعد كل ذلك عليه أن يفوّض الأمر لله عز وجل، ويعتمد على وعده القاطع، حيث قال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}.. فهذه عبارة مطلقة تشمل أخريات العمر، وساعة الاحتضار، وتشمل عرصات القيامة.. وفي آية أخرى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}.

س٦/ الآية الكريمة {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ}.. هل أن كثرة الأموال موجبة للسعادة الحقيقية؟..
المال فيه مقتضي، لا علة تامة، فهو بلا شك عون على الآخرة.. وتعبير القرآن الذمي في هذه الآية، لا من منطلق ذاتية هذه النعم: نعمة المال، والزوجة، والحكم.. كل هذه الذوات نعم إلهية، كما قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}.. وإنما المذموم هو تزيين إبليس للناس، أليس هو القائل: {لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ}؟.. فإذن، ليس هنالك تلازم بين كثرة المال والسعادة، بل على العكس، هنالك دعوة للاقتصاد في هذا المجال، وإن (ما قل وكفى، خير مما كثر وألهى).

س٧/ ما هو دور الموت في تنغيص العيش وسلب حالة السعادة؟..
إن الموت بالنسبة لغير المؤمن، هو نهاية لكل مشتهياته في الدنيا؛ ولهذا فإن المترفين عندما يصل أحدهم إلى سن الخمسين أو الستين، يعيش منتهى الكآبة؛ لأنه يرى بأن هذا المال والقصر والمقام سيؤول إلى غيره.. أما بالنسبة للمؤمن، فإن نظرته للموت ليست سوداوية، وأنه نهاية المسار، بل يعتبر أن الموت بداية لعالم أرحب وأوسع.. فالموت بالنسبة للمؤمن، كالطالب في الجامعة، من حيث أنه تعب عدد من السنوات الدراسية، ثم هو الآن سيأخذ الجائزة.

س٨/ ما هو دور المعية الإلهية في خلق حالة السعادة عند الإنسان، وهل أن هذه السعادة ترافقه حتى في أحلك الظروف التي يمر بها؟..
إن الإحساس بالمعية الإلهية، من مصادر السعادة الكبرى في هذه الحياة؛ إذ تبعث على حالة الارتياح الدائم، وتملأ فراغه النفسي، فلا يعد يشعر بحالة الفردية والوحشة.. مما يحد من الإصابة بأمراض هذا العصر من الاكتئاب والقلق.. فإذا أحس الإنسان بهذه المعية -قطعاً- فإن حياته لا تتحول رأساً على عقب عند أقل الأمور؛ لأنه ملتجئ إلى ركن وثيق.

س٩/ ألا تدل هذه المقولة: (السعيد سعيد في بطن أمه، والشقي شقي في بطن أمه).. على مسألة الجبر الإلهي؟..
هذا المقولة ليست مما يثبت الجبر الإلهي أبداً!.. علم الله بسعادة وشقاء الإنسان، هو من باب العلم المسبق بأعماله الموجبة لذلك.. كمن يعلم بأن هذا الإنسان سيقع في الحفرة، لو استمر في سلوكه ذلك الطريق، أيكون علمه هذا سبب في وقوعه!.. فعلم الله تعالى ليس إلزامي، لهذا نحن ندعو في مناجيات شهر رمضان، بأن يمحو الله اسمنا من ديوان الأشقياء، ويثبته في ديوان السعداء.

س١٠/ ما الذي يعكر ويكدر سعادة الإنسان، هل المتاعب والمسؤوليات في هذه الدنيا، أم أن هنالك أشياء أخرى؟..
إن الذي يعكر الصفو، هو مخالفة الرب الذي بيده القلوب، فالله تعالى ما أهمل قلب العبد أبداً.. و(قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن).. ولكنه إذا رأى عبده عاكفاً على الحرام؛ يختم على قلبه.. وعليه، فإنه ينبغي الرجوع إلى رب العالمين، فهو الذي ربط على قلوب أهل الكهف، وزادهم هدىً، كما ربط على قلب أم موسى عندما خافت على ولدها.. وله أساليبه المختلفة في الربط على القلب، إذا ما ارتضى عبداً شرح صدره للكمالات والمعارف، كما في الآية: {ففَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}.

س١١/ إذا أمكن إعطاؤنا أمثلة في كيفية ترويض النفس في سبيل الوصول بها إلى القرب الإلهي؟..
نحن لا نحتاج إلى ترويض زيادة عما في الشريعة من الفقه الظاهري والباطني:
الفقه الظاهري: وهو المتعلق بالجوارح، الموجود في الرسالة العملية، وما فيه يكفي من التقيدات الكثيرة.
الفقه الباطني: وهو الفقه الأكبر، وهو عبارة عن مراعاة السلوك الباطني: بضبط الخواطر والنوايا، ومجاهدة الخلجانات الباطنية، ومحاربة الشرك، الذي هو أخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في الليلة المظلمة!.. أليست هذه حقيقة غريبة!.. فالإنسان لا يستطيع استحضار المعية الإلهية في ذهنه لمدة ساعة، في حين أنه يعيش حالة السرحان الدائم في كل ما هب ودب!.. فما الذي أكسب علياً (ع) الخلود؟!.. ليس مجرد ضربه بذي الفقار، فذلك من الممكن أن يقوم بها كثيرون، وإنما تجلت عظمة علي (ع) في السلوك الباطني، حيث كان يقول: (ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه) و(لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً).

س١٢/ لماذا نحن ندعو للنبي برفع الدرجة.. هل أن درجة النبي قابلة للزيادة عن طريق بعض الأمور، أم أنه وصل إلى المقام المحمود والسعادة الأبدية الكاملة؟..
إن عطاء الله تعالى للنبي (ص) عطاء غير متناهٍ، ومن الممكن أن يهدى ثواب العمل الصالح له؛ ولهذا نحن نقول في التشهد: (وتقبل شفاعته، وارفع درجته)!.. فلو كانت هذه الدرجة مغلقة، لما طلبنا من الله ذلك، وهنئيناً لمن كانت صلاته أوجبت رفعة للنبي (ص)، وإلا ليست كل صلاة لفظية من موجبات رفع مقامه (ص).

س١٣/ ما تعليقكم على الذين يلزمون حالة التقوقع، ممن يدعون العرفان والسير إلى الله تعالى؟..
هؤلاء حصروا السير الروحاني ببعض الطقوس والأوراد في جوف الليل وفي غرف مظلمة، لا يصل إليهم أحد، ومع مرور الزمن يزدادون تقوقعاً، وينظرون إلى الناس نظرة فوقية، وكأنهم ضمنوا الجنة والناس همج رعاع!.. والحال أن الإنسان عليه أن يتحرك إلى الله، ثم يعود إلى المخلوقين؛ ليشكر هذه النعمة، ويعكس تأثيرها مع الناس.. والنبي الأكرم (ص) لو بقي في غار حراء إلى ستين سنة لما وجد الإسلام.. وهؤلاء عادة ما يبتلون بالوهم؛ لأنه من خلال العمل والاحتكاك بالآخرين، يكتشف الإنسان ثغراته الباطنية، فيما لو نافسه أحدهم مثلاً في مقام أو غيره.

س١٤/ لماذا لم نلحظ في كتاباتكم عن البرمجة اللغوية العصبية التي تبحث عن سمو شخصية الإنسان وسعادته؟..
هذا العلم لا يمكن أن يوصف بالحق أو بالباطل بشكل مطلق.. فلا بأس بالاطلاع عليه، وأخذ الجانب الإيجابي منه.. وقد ألقينا عدد من الأحاديث لأخذ إيجابيات هذا العلم الجديد، الذي يتناول التعامل مع النفس، من خلال برمجة الباطن عن طريق الكلام والمواجهة المباشرة.. ولكن نحن لا نقبل حالة المبالغة في عطائه.

س١٥/ كيف يمكن للإنسان أن يجد السعادة في خضم هذا الفساد المنتشر هذه الأيام في الفضائيات وغيره؟..
لماذا عُدّ المؤمنون في آخر الزمان من إخوان رسول الله؟!.. في حين أن الذين جاهدوا معه في بدر وأحد.. هم أصحابه!.. نظراً لأن الرسول (ص) تنبأ بهذا الفساد: (يأتي على الناس زمانٌ؛ الصابر منهم على دينه، كالقابض على الجمر).. والشيطان طوال التاريخ له بضاعته.. وعليه، فإنه يلزم المحافظة على بوابة البصر، بتجنب تلك الأباطيل؛ لأنها ستتحول إلى صور ذهنية، يتفاعل معها القلب؛ فيهوى الحرام وفاعليه.. والعاقل هو الذي يدفع الفتنة، لا أن يحاول رفعها بعد وقوعها!.. قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}.

س١٦/ ما هي الأمور التي تجعل الإنسان يقبل على محبة الآخرة بدلاً من الدنيا؟..
* البكاء من خشية الله، وعلى مصائب أهل البيت (ع) من موجبات برد القلب، وراحة الفؤاد.. من أحب القطرات إلى الله: قطرة دم أريقت في سبيل الله، وقطرة دمع من خشية الله.. وفي حديث لإمامنا الرضا (ع) يقول: (فعلى مثل الحسين (ع) فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام)!..
* العمل بهذه القاعدة: (عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم).. فالذي يعمل بها هل يثيره شيء؟!.. وبالتالي، فإن الإنسان السعيد، هو الذي فرغ قلبه عن كل ما سوى الله.. وعندئذ لا يجد شيئاً في الوجود، يستحق الاهتمام؛ لأن قلبه مستوعب بذلك الحب الإلهي.
* الإكثار من آيات الشرح: مثل سورة الإنشراح، والضحى، وآيات التالية من سورة طه: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي *وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي}، وآية: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}، وآية: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ}.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.