Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

إن الإنسان المؤمن في زمان الغيبة، يعيش حقيقة الضيافة والإجارة، وذلك فرع الإحساس بحياتهِ بينَ أيدينا.. البعض منا في مقام العمل، لا يكاد يفرق في مقام التعامل بينهُ وبين آبائهِ الكرام، وكأنهُ -صلوات اللهِ وسلامهُ عليه- يعيش في جزيرةٍ نائية.. والحال بأنهُ -صلوات الله وسلامهُ عليه- يحيط علماً بأنبائنا، ولا يعزبُ عنهُ شيء من أخبارنا.. البعض منا -أحياناً- يرى منظراً في التلفاز يعكسُ جانباً من مأساة في بلاد المسلمين، فلا ينام ليلتهُ.. فكيف بمن هو المعني بشؤون المسلمين، ويُعاين الحدث، وصاحب المصيبة يستغيث بهِ، وهو لا يقدر على الإغاثة لظروفِ زمان الغيبة.. حقيقةً قلبهُ -صلوات الله وسلامهُ عليه- من أكثر القلوب في تاريخ البشرية تألماً.. صحيح أن البكائين في التاريخ خمسة، رُوِيَ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أَنهُ قَالَ: “الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ: آدَمُ، وَيَعْقُوبُ، وَيُوسُفُ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السَّلام)”.. ولكن أيضاً من العيون التي بكت كثيراً على وجه الأرض، عيون الإمام (عج).. أكثر من ألف سنة وهو يعيشُ مأساة الأمة، بالإضافة إلى ما منسوب إليه.. إذ تكفيه مصيبة جده الحسين!.. فهو يومياً صباحاً ومساءً يخاطب أبا عبد الله قائلا: (السلام عليك يا جداه!.. لئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً، ولمن نصب لك العداوة ناصباً.. لأندبنك صباحاً ومساءً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً).

هنيئاً لمن أدركَ زمانهُ!.. إن سرعة الأحداث في زماننا هذا تُبشر بذلك.. فإذن، من المرجو كثيراً أن نعيش هذهِ الدولة الكريمة، ونحنُ في أوج التوفيق والصحة والعافية.. وهنالك أيضاً قوم سوفَ يخرجون في ركابهِ -صلوات اللهِ عليه- ممن مُحِضَ الإيمان مَحضاً، ألا نقرأ في دعاء العهد: (اللهم!.. إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا، فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني، شاهرا سيفي، مجردا قناتي، ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي).. إن الذي يلتزم بهذهِ الزيارة أربعينَ صباحاً يُرجى أن تستجاب لهُ هذهِ الدعوة، والذي يوفق لذلك يُرجى أن تكون هذهِ علامة خير له؛ حيث أن الكثيرين يلتزمون بها، ولكن في اليوم الأخير قد ينتابهُ النعاس ولا يكمل عدد الأربعين.

من وظائف المؤمن في زمان الغيبة:

– التسليم القلبي لشريعة جدهِ المصطفى (ص).. إن علم الطب الذي هو أرقى العلوم هذهِ الأيام، يتناول هذا الهيكل الفاني.. والمهندس يبني بناءً لهذا الهيكل الفاني في درجةٍ لاحقة.. والدين يأتي ليبرمج روح الإنسان، والسعادة الأبدية.. فكل له تخصصه، ولا يجوز لكل إنسان أن يدلي بدلوه، فالمسألة خطيرة جداً، عن النبي (ص): (من فسّر القرآن برأيه، فليتبوأ مقعده من النار).. علماؤنا الأبرار في الحوزات العلمية يمضون ستين أو سبعين سنة من البحث العلمي، وعندما يُريد أن يكتب الفتوى؛ يدهُ ترتجف، يا لها من مسؤولية!.. بينما نرى أن الإنسان يأتي وبكل بساطة يقول: الإسلام يقول كذا، والدين يقول كذا.. طبعاً نحنُ أيضاً لا نغلق باب الفهم، ليس معنى ذلك أن الكلام في الدين ممنوع إلا لأهل الاختصاص.. نعم هنالك كليات، المؤمن أيضاً لهُ الحق أن يدلو بدلوه، ثمَّ إن أراد أن يقولَ شيئاً حول القرآن والحديث، عليه أن يقول: هكذا يفهم، أو هكذا أنا أفهم.. لا بأس أيضاً أن يتكلم الإنسان بهذا المنطق، أو ينقل آراء الآخرين، ويحاول النقد البناء.

إن الإمام زين العابدين -عليه السلام- يتناول هذهِ النقطة.. هذهِ النقطة كانت حساسة جداً في حياة أئمة أهل البيت، في نفي الطرق اللاشرعية في استنباط الأحكام الشرعية.. فدين الله -عزَ وجل- لا يُصابُ بالعقول، إن كان العقلُ كافياً لأن يُريك الطريق، لماذا أرسل رب العالمين الأنبياءَ والمرسلين؟.. الرسول الباطني هو العقل، ولكنّ هنالكَ رسولا خارجيا؛ وهو النبي ومن بعدهِ الوصي.. ويبدو أن ربَّ العالمين هكذا متعمد في شريعتهِ، أن يأتي بأحكام تصطدم مع العقول؛ ليفهم العقل أنهُ قف مكانك!.. مثلما قال جبرائيل في عالم المعراج: (لو تقدمت قيد أنملة، لاحترقت)، وكذلك العقلُ لو دنا أنملةً في جانب الشريعة لاحترقَ.. مثلا: الزنا أين، والقتل أين؟.. في القتل يجب أن يكون هناك شاهدان لإثبات الجريمة، أما في الزنا فإنه يتطلب أربعة شهود لإثبات الواقعة.. أيضا الصلاةُ أرقى من الصيام، ولكن المرأة تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة.. ولو ترك الأمر بأيدينا لقدمنا الغسلتين على المسحتين في الوضوء، فالغسل ينقي ما عليه من غبار ودرن وهذا أفضل، ولكن جاءَ الأمر بالمسح إلى الكعبين!..

فإذن، إن دينَ الله لا يُصابُ بالعقول الناقصة، والآراء الباطلة، والمقاييس الفاسدة.. وهذا الذي قام بهِ إبليس اللعين، حيث عمل قياساً باطلاً، أرادَ أن يعمل عقلهُ، ولعلهُ عند البعض قياس صحيح، {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}.. جعل منشأ الخلقة عندهُ أفضل من منشأ الخلقة في آدم، فقالَ: أنا خيرٌ منه.. إن كان الأمر بهذهِ الطريقة، معنى ذلك أن إبليس أفضل من آدم.. وعليهِ، فإن السجاد (ع) يقول: (إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة، والآراء الباطلة، والمقاييس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم: فمَن سلم لنا؛ سلم.. ومَن اقتدى بنا؛ هدي.. ومَن كان يعمل بالقياس والرأي؛ هلك.. ومَن وجد في نفسه شيئاً مما نقوله، أو نقص به حرجاً؛ كفر بالذي أنزل السبع المثاني، والقرآن العظيم؛ وهو لا يعلم).

إن البعض يُراجع الرسالة العملية وكُل أمنيتهِ أن يأتي الفقيه بالجواب.. هو يحب أن يعمل معاملة ربوية معينة، أو يقوم بعمل يوافق شهوتهُ مثلاً، وعندما يرى المسألة خلاف مزاجهِ يغّير المرجع.. وهنالك قسم من الناس يلتقطون الفتاوى التقاطا؛ أي يأخذ من كُلِّ فقيه ما يناسب مزاجهِ ورأيه.. هل هكذا يؤخذ الدين؟!.. القرآن الكريم يقول: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}.. هنا الامتحان القلبي!.. من الممكن أن يعمل الإنسان بالفتوى على مضض، ويترك الحرام وهو متأذٍّ.. هذا الإنسان لم يبلغ حقيقة الإيمان؛ لأن قلبهُ قلب مضطرب، وغير نقي.. هذا هو الشرك القلبي!.. طبعاً من الممكن أن يعيش الإنسان هذا الإحساس وهو متبرم، وهذا يجعلهُ في دائرة الإيمان، وإلا لو عاش الاعتراض القلبي فهو بقلبهِ مشرك.

– الدعاء له (عج) بالفرج في قنوت الصلاة.. إن المؤمن في عصر الجمعة، لهُ وقفة مع إمام زمانهِ -صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه-، وفي اليوم له وقفتان عباديتان في قنوت الصلوات، في اليوم والليلة مرة واحدة ندعو لفرجه، دعاء: (اللهم!.. كن لوليك الحجة بن الحسن، صلواتك عليه وعلى آباءه، في هذه الساعة وفي كل ساعة، وليا وحافظا، وقائدا وناصرا، ودليلا وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا، وتمتعه فيها طويلا، برحمتك يا أرحم الرحمين).. هذهِ محطة نلتزم بها، لأنهُ لو لم نربط العبادات بمحطات زمانية ومكانية من الممكن أن ننسى.. فمن المناسب أن نجعل ورداً يتعلق بالدعاء له بالفرج (عج) في قنوتِ إحدى صلواتنا، هذا من حيث المحطة العبادية..

– الالتزام بدعاء زمان الغيبة عصر الجمعة.. وأما من حيث المحطة الزمانية؛ فإن المؤمن عصر الجمعة قُبيل الغروب يذهب إلى زاوية يجلس ويتمتم، بعض المؤمنين يبكي في هذهِ الساعة، يقول: (يا مولاي!.. يا صاحب الزمان!.. صلوات الله عليك وعلى آل بيتك.. هذا يوم الجمعة، وهو يومك المتوقع فيه ظهورك، والفرج فيه للمؤمنين على يديك، وقتل الكافرين بسيفك).. القلوب المؤمنة تعيش حالة الهمِ والغمِ في الساعة الأخيرة من عصر الجمعة؛ لأن اليوم قد انتهى وليس هناك من بوادر للظهور والفرج!..

ماذا نقرأ في هذهِ العصرية؟.. هنالكَ دعاء معروف يُقرأ يوم الجمعة، وهو: (اللهم!.. صلّ على محمّد: سيّد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجّة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهّر من كل آفة، المبرئ من كل عيب، المؤمّل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوّض إليه دين الله.. اللهم!.. شرّف بنيانه، وعظَّم برهانه، وافلح حجّته، وارفع درجته، وأضئ نوره، وبيّض وجهه، وأعطه الفضل والفضيلة والمنزلة والوسيلة، والدرجة الرفيعة، وابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأوّلون والآخرون).. وهنالك دعاء جميل جداً لو قرأتهُ مرة واحدة ستلتزم بهِ، وهو دعاء زمان الغيبة.

إن من فقرات هذا الدعاء: (ولين قلبي لولي أمرك)!.. نعم، رب العالمين يجعل لنفسه الحق أن يتصرف بالقلوب.. إبليس يوسوس في صدور الناس، ورب العالمين لا حق له أن يلهم الناس الكلام الطيب؟.. القرآن الكريم عندما يتكلم عن القلوب، يُصرح بأن الله -عز وجل- يتصرف حتى في قلوب الكافرين، مع أن الكافر بعيد عن الرحمة الإلهية، ولكن رب العالمين لهُ طريقه {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}.. عندما يأتي الإمام، يسير الرعب إمامه مسيرة شهرٍ أو سنة؛ النبي الأكرم -صلى الله عليه وآلهِ وسلم- في غزواتهِ وفي حروبهِ، كان يعتمد هذا الأسلوب، حتى أنهُ يقال: أن بعض من قُتل على يد أمير المؤمنين -عليه السلام- من أسبابهِ أنهُ كان يُصاب بالرعب، فيستسلم أمام الإمام، نعم الرعب!.. رب العالمين يلقي الرعب في قلوب الكافرين، ويتصرف في قلوب المؤمنين: ألم يربط على قلوب: أهل الكهف، وأم موسى، ومريم، وعلى قلوب المؤمنين {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}.. إن آيات التصرف القلبي في قلوب الناس في القرآن الكريم مجموعة كبيرة من الآيات.. فـ(لين قلبي لولي أمرك)، طبعاً بإذن الله.. فكل أمر ينسب إلى البشر، إنما هو بتأييد إلهي بإذن الله عز وجل، لا يتحرك ساكن في هذا الوجود إلا بإمضاء رب العـزة والجلال، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}، هو الذي يُعطي الشفاعة لنبيه، وهو الذي يُعطي هذهِ المزايا لأوليائه.

– الولاء العملي.. إن البعض يرى أن أسلوب التقرب إلى أوليائهِ وإلى أئمة أهل البيت (ع)، وعلى رأسهم النبي الأكرم (ص)، يكون بإظهار الحب، وذلك من خلال زيارة مشاهدهم المشرفة، وبإقامة مجالسهم: أفراحهم، وأحزانهم، وبلبس السواد في مجالسهم.. هذا كلهُ جيد، ولكن كل هذهِ الحركات تصب في خانة الولاء العاطفي؛ المهم بالإضافة إلى ذلك الولاء العملي.. يقول صلوات الله ِوسلامهُ عليه في توقيعٍ له، فيه عتاب لكل من يدعي الانتساب إليه، يقول: (ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب، في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة، وصدقها منهم بنا.. فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلواته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم)؛ يبدي ألمهُ ويبدي انزعاجه من تصرفاتنا نحنُ.. نعم، الإمام الصادق -عليه السلام- يفرح لأن أحدهم وصل ابن عمٍ له، فأئمتنا -عليهم السلام- كلهم مدرسة واحدة، ونهج واحد.

فإذن، إن الذي يريد أن يدخل السرور على قلب وليهِ، ليس في الزيارة، ولا بدفع الصدقةِ عنه، ولا بالدعاءِ لفرجهِ فحسب!.. هذا كلهُ جيد، ولكن أفضل ما تدخل بهِ السرور على قلب إمامك، أن تقلع عن منكر عاكف عليه.. هذا خير ما تقدم له، عندما تذهب لزيارة المعصوم، خير ما تستجلب بهِ وده قل: يا مولاي!.. أعاهد الله -عز وجل- عندك، أن أترك الحرام الفلاني، وتلتزم بهِ.. وانظر كيف يمدك المعصوم -عليه السلام- بمددهِ، وبدعوتهِ، الخ.. هذا هو المطلوب من أحدنا.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال ذات يوم: (من سره أن يکون من أصحاب القائم: فلينتظر، وليعمل بالورع، ومحاسن الأخلاق وهو منتظر.. فإن مات وقام القائم بعده، کان له من الأجر مثل أجر من أدرکه.. فجدوا وانتظروا، هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة).. المؤمن منتظر، ولكن متمتع بمحاسن الأخلاق.. أنظروا إلى البشارة، يا لها من بشارة!.. تريد أن يكون لكَ أجر من يقوم معهُ -صلوات اللهِ وسلامهُ عليه- عليك بالورع!.. هنالك مقولة: أن الذي يتورع في زمان الغيبة، هذا أرقى ممن يتورع في زمان الظهور.. لأن الإمام إذا ظهر وقامت دولتهُ الكريمة، وأظهر كراماتهُ في عالم الوجود، عند ذلك لا فخر.. فالقضية كما ورد في الآية الكريمة: {لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ}، نحنُ الآن قبل الفتح، من التزمَ بلوازم الشريعة الآن، أقربُ عند الله -عز وجل- ممن هو في زمان دولتهِ الكريمة.

الخلاصة:

١- إن الإنسان المؤمن في زمان الغيبة، يعيش حقيقة الضيافة والإجارة، وذلك فرع الإحساس بحياتهِ عليه السلام بينَ أيدينا.
٢- من وظائف المؤمن في زمان الغيبة التسليم القلبي لشريعة جدهِ المصطفى (ص)..لأنه إن كان العقلُ كافياً لأن يُريك الطريق، لماذا أرسل رب العالمين الأنبياءَ والمرسلين؟..
٣- من الممكن أن يعمل الإنسان بالفتوى على مضض، ويترك الحرام وهو متأذٍّ.. هذا الإنسان لم يبلغ حقيقة الإيمان؛ لأن قلبهُ قلب مضطرب، وغير نقي.. هذا هو الشرك القلبي!..
٤- إن للمؤمن وقفة مع إمام زمانه صلوات الله وسلامه عليه- فوقفة عبادية بالدعاء له (عج) بالفرج في قنوت صلواته اليومية، ووقفة زمانية عصر الجمعة بالالتزام بدعاء زمن الغيبة وهو تحسس حالة الغم والهم في الساعة الأخيرة قبيل الغروب لأن اليوم قد انتهى وليس هناك من بوادر للظهور.
٥- إن زيارة المشاهد الشريفة وإقامة أفراح وأحزان المعصومين شيء جيد لكنه يصب فقط في خانة الولاء العاطفي، والمهم بالإضافة إلى ذلك الولاء العملي.
٦- إن خير ما تدخل به السرور على قلب إمامك أن تقلع عن منكر عاكف عليه..فالذي يتورع في زمن الغيبة أرقى ممن يتورع في زمان الظهور.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.